ولنا رأي

الإسهالات المائية مرة أخرى

 تناولنا في هذه الزاوية قبل أسبوع تقريباً ما يحدث بالنيل الأبيض من مرض الإسهالات المائية وصمت وزارة الصحة الولائية والاتحادية حيال ما يحدث بتلك الولاية وحصدت الإسهالات المائية عدداً كبيراً من المواطنين بولاية النيل الأبيض ورغم خطورة المرض، ولكن لا أحد تقدم بمسألة مستعجلة للبرلمان الذي انعقدت جلساته الأيام الماضية، والكل يعلم ما يحدث من إصابات، الآن تدخل النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” وطالب الاستعجال بتوفير المعينات اللازمة لاحتواء مرض الإسهالات المائية بولاية النيل الأبيض،
الإسهالات المائية لم تأت من الولاية والكل يعلم تدفق الإخوة الجنوبيين الذين حملوا هذا المرض، وهناك منظمات تعلم بالمرض وخطورته، ولكن نحن لم نتعامل مع المرض بالطريقة المطلوبة واستسهلناه إلى أن وقع (الفاس في الراس) وانتشر المرض وأصاب عدداً كبيراً بكوستي وتندلتي والجزيرة أبا وغيرهم من مدن الولاية، وهناك تقارير متكاملة عن الموضوع ولا ندري لماذا الصمت؟ وهل الصمت سيحل القضية؟، يجب أن يكون الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا”، والي الولاية شجاعاً بإعلان المرض على الملأ لاحتوائه بدلاً من الهمس في المجالس، والإسهال المائي مرض فتاك يمكن أن يقضي على المواطن في لحظات وخطورته أكثر مع المياه الجارية وتلوث البيئة وعدم توفر الثقافة الصحية لدى الكثيرين من أبناء الوطن، ولذلك انتقل المرض بسرعة عبر المياه والذباب وغيرها من الحشرات الناقلة.
إن تدخُّل الحكومة جاء متأخراً جداً رغم علم الجميع بالمرض وانتشاره، خاصة وأن الصحف يومياً تنقل تقارير عن عدد المصابين والوفيات، ولكن لا حياة لمن تنادي، أو أن الأمر لم يعن الحكومة الاتحادية ولا الولائية، قبل أيام بدأ المرض في دولة اليمن وتدخلت المملكة العربية السعودية وقدمت المساعدات اللازمة للإخوة في دولة اليمن، لأنها تدرك إذا انتشر المرض سيحصد الكل ولا يستثنى شخصاً عن الآخر، أما دولتنا سدت دي بطينة والأخرى بعجينة، وظل المرض ينتشر من حلة إلى أخرى ومن حلَّال إلى حلَّال وأصاب مناطق متعددة ووصلت الإصابات بالآلاف ومات عدد مقدر منهم، ولو تدخلت الحكومة الولائية في الحال ما أظن الإصابات كان وصلت إلى الرقم المتوفر الآن، فهو رقم كبير، لو أعلنت الحكومة المرض وحاولت احتوائه في الحال، ولكن الحكومة دائماً تأتي متأخرة رغم أنها تعلم بكل شيء. إن الأمراض الفتاكة ينبغي ألا تخضع للأهواء أو السلحفائية أو انتظار التقارير، في وقت مضى يقال إن السودان منتشر فيه مرض الحمى الصفراء ورغم القضاء عليه وأصبح السودان خالٍ من هذا المرض، ولكن سلطات مطار القاهرة لا تسمح لأي سوداني دخل أراضيها إلا بعد إبراز كرت الحمى الصفراء، وكم من مواطن حجز بالحجر الصحي بمطار القاهرة بسبب عدم حصوله على هذا الكرت، وقبل أيام صدر تقرير بأن عدداً من العاملين بالكافتريات السودانية من الأجانب مصابين بمرض الكبد الوبائي، فلا ندري كيف سمحت السلطات الصحية لأولئك الأجانب حاملي هذا المرض بالعمل في تلك الكافتريات دون إجراء الفحص الطبي، بل هناك من يحملون أمراض أخرى نستضيفهم في بيوتنا ومع أسرنا ولم نطلب من أحد منهم إجراء فحص طبي لحالته، ولذلك ليس غريباً أن ينتشر مرض الإسهالات المائية والدولة تعلم ولا تتحرك، مازال الوقت متبقي لإنقاذ المنطقة من تلك الكارثة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية