هل تنجح الحكومة الجديدة؟
بعد ترقب وانتظار أعلن الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية، وزير رئاسة مجلس الوزراء القومي، حكومة الوفاق الوطني مساء أمس الأول، من داخل القصر الجمهوري، الكل كان يتوقع أن تغادر بعض الوجوه التي اعتاد عليها الناس منذ أن جاءت الإنقاذ، بينما الآخرون كانوا يتوقعون أن تدخل وجوه جديدة لم تكن من الأسماء المتداولة، ورغم الكثير من التكهنات التي باءت بالفشل، إلا أن هناك مفاجأة في هذه الحكومة، حيث لم يكن أحد يعلم بتلك الأسماء ولم يتم تداولها حتى في التكهنات أو التسريبات التي اعتادت الصحافة على رفع بعض الأسماء إن كانت صحيحة أو مزايدة مع الآخرين، ولكن المفاجأة التي لم يتوقعها أحد هو وزير المالية الفريق “محمد عثمان الركابي” وهو من الشخصيات التي لم يتم تداولها ولو بنسبة واحد في المائة، وكذلك الفريق شرطة “حامد منان” الذي حل وزيراً للداخلية كأول وزير من آل البيت، أما المفاجأة الأخرى هو البروفيسور “هاشم علي سالم” الأمين العام للحوار الوطني، والذي وقف على تفاصيل الحوار حتى نهايته وجرى تكريمه من قبل رئيس الجمهورية في احتفالات البلاد بالعيد الواحد والستين للاستقلال، لم تكن لي سابق معرفة به رغم أنه من خريجي الجامعات المصرية، كنت أحس أن هذا الشخص سوف يتقلد منصباً وزارياً، فطلبت من بعض المحررين إجراء حوار معه ولكنهم لم يوفقوا، وفي إحدى المرات اتصلت عليه هاتفياً طالباً منه إجراء مقابلة معه تتناول جانبين، الأول متعلق بالحوار الوطني وكيف استطاع أن يعبر به إلى بر الأمان، والثاني جانب آخر من حياته من هو، مولده ونشأته ودراساته، واتفقنا على أن يكون الحوار بمكتبه بقاعة الصداقة التي لا يأتيها إلا مرة في الأسبوع، وعندما ذهبت إليه كنت أجلس مع السكرتارية قبل أن يصل وكنت ملتزماً بالمواعيد المضروبة بيننا، فلم يخب ظني في التزامه بالموعد، فجاء في نفس الميعاد، ولكن لم نتقابل من قبل رغم أنني شاهدته أكثر من مرة بالقاعة، وتم تنظيم زيارة لرؤساء التحرير لمقابلة اللجان، عندما ذهب إلى مكتبه قلت لسكرتاريته الرجل لم يعرفني، فقبل ما يدخل في مواعيد أخرى أفضل أن أدخل عليه، وبالفعل دخلت عليه وعرفته بنفسي وأدرنا الحوار، عندما صدرت الحلقة الأولى من الحوار أثنى عليها وكنت أداعبه كلما اتصلت عليه بالسيد الوزير، كان يتعجب، وقبل صدور الحلقة الثانية اتصلت عليه وقلت له بكرة الحلقة الثانية التي سوف تأتي بك وزيراً، ضحك ضحكاً شديداً وسألني من الذي رشحني للوزارة، قلت له عندما يعلن اسمك في القائمة سوف أطلعك بمن رشحك، ونسينا الموضوع الذي جرى عليه تقريباً ثلاثة أشهر، وبالأمس كانت المفاجأة أن عيّن البروفيسور “هاشم علي سالم” وزيراً للمعادن، اتصلت عليه بعد المؤتمر الصحفي مهنئاً، فضحك وقال لي الآن لازم توريني من الذي رشحني، ضحكت وقلت له يا بروف والله فراسة مؤمن، فأنا ليست لديّ أي علاقة بالحكومة ولا أعرف كيف تتم الطبخات، فأنت تستاهل الوزارة، لأنك عالم، ولكنني كنت أريد أن يكون وزيراً للصناعة، لأن تخصصه في المجال الصناعي وليس التعدين، وهو الذي قدم أربعة اختراعات في رسالة الدكتوراة التي نالها من أسبانيا ومن بينها عداد الكهرباء أو الجمرة الخبيثة الذي أخذته جنوب أفريقيا، لأن الجامعة كتبته تعهداً في حال اختراع أي شيء في دراسته، يصبح ملكاً للجامعة. نسأل الله له التوفيق وأن يكون إضافة للحكومة الجديدة وبقية الإخوة الوزراء الذين يشاركون لأول مرة.