هل يتغيَّر نمط السودانيين؟
لم يتبق للشهر الفضيل رمضان المعظم إلا أقل من ثلاثة أسابيع، ولكن هل يتغيَّر نمط السودانيين عن كل عام؟ هل تختفي الزحمة من الأسواق ليلة رمضان ؟ وهل يختفي الناس من أمام الأفران؟ هل يجهز المواطنون احتياجاتهم بدون ضوضاء أو تسكع في الطرقات؟. رمضان شهر واحد في العام مثله ومثل بقية الشهور، ولكن في هذا نجد أن عادات منذ عشرات السنين هي نقل مسطرة عن كل عام حتى المائدة، إذا عدنا للوراء نجد نفس الأصناف: العصيدة وملاح (الشرموط) أو (النعيمية) هو الأساس في تلك المائدة، وكذلك (سلطة الروب والبليلة)، أما (العدس أو الكبكبي أو الفريك)، وهذا متوفر في الولايات، فالحياة في رمضان كأنما وضع كربون ونسخ العام الماضي ووضع العام الجديد، فالذين يتعاطون الدخان هم قبل عشرات السنين ورمضان الذي سيحل علينا أول شيء يفكرون فيه بعد الإفطار كيف يتعاطون تلك السيجارة، أما البرامج وقبل عشرات السنين بعد أن جاء العملاق “السر قدور” ببرنامجه “أغاني وأغاني” تجد الكل يحرص على مشاهدة الحلقة ولو الأغاني فيها مكررة وحتى الفنانين “فرفور” و”عاصم البنا” و”عصام محمد نور” وكأنما الثلاثون مليون نسمة، وقفوا في محطة هؤلاء الثالوث، أما عملية التقليد في البرامج حدث ولا حرج، فـ”أمنا حواء” بعد أن وجدت قبولاً من المشاهدين وعبر قناة واحدة تكررت الفكرة وأصبحت متوفرة في قنوات أخرى، وكأنما البرامج انعدمت تماماً ولجأ عديمي الابتكار والتطوير إلى سرقة أفكار الآخرين، فرمضان يجب أن يكون فيه تجديد للبرامج، ولكل نمط الحياة، فالتجار في هذا الشهر من الآن كيف يجمعون مالاً كثيراً يعوضهم الموسم كله، ولكن على حساب الغلابة من المواطنين، فتجد صاحب الليمون يريد أن يغنى في هذا الشهر، وكذلك صاحب الطماطم التي نرى فيها العجب العجاب في زيادة الأسعار في رمضان، فهو شهر مبارك تكثر فيه العبادة والصدقة على المساكين، ولكن قبل رمضان ألم يكن هنالك مساكين في حاجة للإعانة، هناك أطفال الآن يمسحون زجاج السيارات، لماذا قبل أن يحل علينا رمضان لا نتحسس مشاكلهم والدوافع التي جعلتهم يظلون منتظرين (أنصاص) الليل في تلك الإشارات. الحياة في رمضان لابد أن يكون فيها الجديد بدلاً من التسمُّر عشرات السنين في محطة واحدة، يجب أن نبدأ التغيير من رمضان الذي سيحل علينا بعد أيام.