ولنا رأي

ماذا يجري في الشعبي؟

لم يتوقع أحد أن تصل الأوضاع في المؤتمر الشعبي إلى هذه الحالة من عدم الرضا من قبل الذين دفع بهم الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “علي الحاج” إلى الوزارة أو إلى البرلمان، لا أظن أن الدكتور “علي الحاج” قدم مجموعته دون أن يستشيرها، وربما وجدت دعوة الدكتور “علي الحاج” الرضا من قبل البعض قبل أن يفصح عن المناصب، ولكن بعض صدورها في صورتها النهائية، وجدت تلك القيادات أن المواقع التي وضعوا فيها ليست بالحجم المناسب بالنسبة لها، ومن هنا جاءت عملية الرفض وإلا لما قال الأستاذ “كمال عمر” إن المؤتمر الشعبي ليست فيه مؤسسية أو الدكتور “علي الحاج” هو كل المؤتمر الشعبي، طيب قبل إعلان القائمة هل كانت هنالك مؤسسية وهل الدكتور “علي الحاج” لم يكن منفرداً بالقرار؟
إن ما يجري بالشعبي إذا لم تجلس قياداته وتناقش الأمور بشفافية وتعالجها بالحكمة، فربما يفلت العيار خاصة وأن الشيخ الراحل “الترابي” كان الجميع يضعون له مكانة عالية ولم نسمع بأن أحداً قد اعترض على أمر اتخذه، فالآن الدكتور “علي الحاج” هو الأمين العام للحزب ويفترض أن يكون الجميع على قلب رجل واحد، لكي لا تكون المناصب هي القشة التي قصمت ظهر البعير، والأستاذ “كمال عمر” جاهد الفترة الماضية وينبغي ألا يتأثر بزوال أي منصب، فهو أكبر من ذلك وظل فترة من الزمن يدافع بالحجة عن مواقفه، ولكن إذا انسحب عن المسرح السياسي لأنه فقد وزارة العدل أو الاستثمار أو أي وزارة أخرى وعد بها، يكون فعلاً قد دافع عن باطل ويريد أن يصل إلى أهدافه بهذه الطريقة، ولذلك لا بد أن يعود إلى موقعه داخل الحزب، أما انسحاب الدكتور “شرف الدين بانقا” وزير التخطيط، وقد قدم الكثير الفترة الماضية، فإن له ما يبرره خاصة وأن الدكتور “شرف الدين” ظل فترة طويلة بعيداً عن المسرح السياسي ولا أحد يعلم أين كان موقعه سواء في المؤتمر الشعبي أو الوطني، فرفضه عضوية البرلمان له ما يبرره، وهو لم يكن طامعاً أصلاً في منصب سواء كان مع الشعبي أو الوطني، فقد نأى بنفسه بعيداً عن السياسة والسياسيين وجلس على مكتبه الخاص يسير أموره وأمور أولاده بالكيفية التي يراها، ولا أظنه في حاجة إلى الوزارة الآن ولم يسعَ لها، أما بقية الشعبيين فالآن أمام تاريخ حاسم بالنسبة لهم، فإما أن يكونوا كتلة متحدة واحدة وإلا تكون قد أصابتهم عدوى الانقسامات وتصبح الشماتة في أن الشيخ “الترابي” ظل محافظاً على الحزب طوال سبعة عشر عاماً بعد الانقسام، وهم لا يستطيعون الصبر عاماً واحداً متحدين بعد رحيله، لذا يجب أن يراجع الشعبيون أنفسهم، فلا بد أن يدخلوا الحكومة متحدين أكثر مما يحدث الآن، وقد بدت الانقسامات بينهم بسببها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية