ولنا رأي

الشعبي يفسد فرحة التشكيل الوزاري !!

على الرغم من الفترة الطويلة التي ظل ينتظرها المواطن والأحزاب السياسية وحتى المراقب المحلي والدولي، إلا أن المؤتمر الشعبي أفسد فترة الانتظار واستبق الحكومة بإعلان ممثليه فيها قبل أن تعلن الحكومة كل القائمة. قد يتساءل المرء ما الذي جعل المؤتمر الشعبي يستبق الحكومة بالإعلان؟ وماذا ترك لها بعد ذلك خاصة وأن الحكومة  قد أعلنت أكثر من مرة أنها قد خفضت في عدد وزرائها لصالح المشاركين في الحوار الوطني، وأن خمسين في المية من حصتها دفعت بها للآخرين، فالمؤتمر الشعبي تعجل في إعلان أسماء مشاركيه في الحكومة وربما جعل الوزراء الذين ما زالوا ينتظرون في مكاتبهم عشمانين في البقاء بالكرسي قد أفسد عليهم ذلك، وحتى ربما أفسد عليهم الوداع من قبل العاملين بالوزارة التي يعمل بها هذا الوزير، حتى الآن لم تصدر أي تصريحات لا من المؤتمر الشعبي ولا الوطني وحتى تأجيل الحكومة التي كان من المفترض  إعلانها وحسب كل التوقعات، كانت (الخميس) الماضي، ولكن يبدو أن الحكومة بعد إعلان الشعبي لأسماء مشاركيه جعل المؤتمر الوطني يرجئ الإعلان للأيام القادمة ولكن لم يحدد زمناً أو تم قطع يوم بعينه. البعض يعتقد أن إرجاء الحكومة إعلان التشكيل بسبب موافقة “مبارك الفاضل” بالمشاركة ولكن هل يعقل أن شخصاً واحداً يمكن أن تؤجل له إعلان حكومة يشارك فيها أكثر من مائة حزب وحركة مسلحة وغيرها من منظمات المجتمع المدني. من يقرأ الساحة السياسية وينظر إلى واقع الحال يتأكد أن إعلان الحكومة قد أفسده الشعبي ولم يترك للوطني فرحة الإعلان ولم يترك للآخرين التنبؤ بمن المشارك من الشعبي في هذه الحكومة، هل “السجاد” هل “الناجي” هل “كمال عمر”، وهناك أسماء كثيرة كان الناس يتوقعون مشاركتها من قبل الشعبي في حكومة الوفاق الوطني، ولكن الشعبي لم يترك لأي أحد فرصة التخمين أو التنبؤ بالقادمين الجدد حتى الشيخ “إبراهيم السنوسي” الذي راجت حوله الأحاديث بدخول الحكومة مساعداً لرئيس الجمهورية أو كما ظن البعض أنه متهافت للمشاركة، فالآن الشيخ “إبراهيم السنوسي” وحسب رؤية الشعبي بأنه خارج منظومة الحكومة القادمة، وإذا لم يدخل الشيخ “السنوسي” تكون هذه هي المفاجأة ولكن ما عدا ذلك فقد ظهر كل شئ في سماء الإعلام. أما الأستاذ “كمال عمر” الذي بح صوته الفترة الماضية وظن البعض أن وزارة العدل قد فصلت له تماماً ولكن بعد إعلان الشعبي لاسمه ضمن قائمة أعضاء المؤتمر الوطني فهذه هي المفاجأة التي كان ينتظرها المواطن أو المراقب، وبالإعلان المبكر فسد كل شيء وأصبح بعد ذلك لا مفاجآت لا في الشعبي ولا الوطني ولا الأحزاب الأخرى ناس نهار ومسار وغيرهم من أحزاب الأمة، أو الحزب الاتحادي الأصل الذي أبقى على الأستاذ الأمير “أحمد سعد عمر” و”الحسن الميرغني”، أما الأستاذ “حاتم السر” فقد تداول اسمه الفترة الماضية وأصبحت مشاركته لا مفاجأة فيها إلا إذا خرج “أسامة حسونة” وبعض الأسماء الأخرى، فتكون هنالك فعلاً مفاجآت من قبل حزب مولانا “الميرغني”، أما بقية الأحزاب الأخرى لا يتوقع أن يغدر بها المؤتمر الوطني ..ولكن قد يسأل البعض أين موقع الأستاذة “إشراقة سيد محمود” من التشكيل بعد الصراع مع الدكتور “أحمد بلال”، وهل المؤتمر الوطني يعتمد الاثنين؟ ربما تكون هذه هي المفاجأة أيضاً في التشكيل .. إن رغب المؤتمر الوطني في منحها أية وزارة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية