هل انتهت معركة اتحاد كرة القدم؟
ضجة صاحبت اختيار رئيس جديد لاتحاد كرة القدم السوداني، وظلت المعركة بين الاتحاد القديم برئاسة “معتصم جعفر” والذين سيحلون جدد برئاسة الفريق “عبد الرحمن سر الختم”.
بالأمس أجريت الانتخابات رغم ما دار فيها من جدل ولغط شديد حول قيامها وبرقية الفيفا، ولكن أجريت الانتخابات وفاز الفريق “عبد الرحمن سر الختم” بأعلى الأصوات، لا ندرى هل الانتخابات التي أجريت انتهت، أم أن الصراع مازال قائماً بين الطرفين؟ وما هو موقف الفيفا من ذلك؟ وهل من مباركة للذي تتم من قبل وزير الشباب والرياضة والجهات المسؤولة، أم أن الاتحاد القديم سوف يطعن فيها وتدور الساقية من جديد؟ وبدلاً من الاشتباك بالأيدي كما صوَّر لنا قبل الانتخابات سوف تستخدم وسائل أخرى وربنا يستر، الفريق “عبد الرحمن سر الختم” عرف بهلاليته الواضحة والتي لم يدسها وعرف بتاريخه العسكري، وعرف والياً على ثلاث ولايات من قبل، وعمل سفيراً في كل من : القاهرة وأديس، وقد أبلى بلاءً حسناً طوال تاريخه في كل المجالات التي عمل فيها، ولكن لماذا كرة القدم بعد تلك السنين؟ وهل سعادة الفريق يستطيع مجاراة الوسط الرياضي وما يجري فيه، والأقلام التي ستصوِّب سهامها على أي شخص يخالفها أو يصارعها؟..هل لسعادة الفريق استطاعة في استخدام اللغة التي تمارس في الوسط الرياضي؟ هل بمكانه أن ينحدر ويخلع ثوب العسكرية والدبلوماسية ويستخدم سلاحاً لم يجربه في حياته مع الخصوم الذين تعوَّدوا على استخدام شتى أنواع الأسلحة السامة والقاتلة التي ينازلون بها الخصوم، أن كان هذا خيار سعادة الفريق يكون قد جنى على نفسه وعلى تاريخه، لأنه لن يسلم أبداً من السهام التي توجه له ..وأن كان هذا خيار آخرين يكونوا قد ظلموه وألقوا به في التهلكة، فالرياضة في السودان لم تصل إلى المستوى التي تجعل أمثال الفريق “عبد الرحمن” يخسروا تاريخهم في مباراة واحدة داخلياً أو خارجياً لم يكسبها الوطن، أو صراعاً بين الأندية أو التحكيم، ولن نذكِّره بالحكم الذي كان يحمل مسدسه في أي مباراة يديرها حتى عرف وقتها بـ”دجانقو”، اعتلاء المناصب في كرة القدم يتطلب شخصاً من الوسط الرياضي.. خبرها وخبر دروبها.. وكيف يتعامل مع أهلها ومع وسطها المتغلب.. فالفريق “سر الختم” لن يستطيع الصمود في وجه الأعاصير والأمواج المتلاطمة، وكان من الأفضل أن ينأ بنفسه عن هذا المنصب، فهناك من يستطيعون التعامل مع الوسط الرياضي بأنواعه المختلفة، فأما أن تكون صارماً في كل شيء، فالوقوف في المناطق الرمادية لن تنفع، ومهما فعلت سوف تخرج عن طورك، وهذه نقطة سوداء تضع في صحيفة أعمالك البيضاء لو حاولت أن تجاري أولئك، أما أن كانت الانتخابات التي جرت ولم يعترف بها اتحاد “معتصم جعفر” وطلب الفيفا أن تتم إعادتها فاعتبر الفرصة جاتك من السماء، وأنفد بجلدك قبل أن تتطور، واعتبر ما تم تجربة استفدت منها، فاترك لهم الجمل بما حمل واذهب إلى الأماكن التي تعرف التعامل فيها بدلاً أن تتمرمط مع البسوى والما بسوى.