إنهم لا يتعظون !!
على مدى يومين وسلطات جمارك مطار الخرطوم تقوم بإحباط محاولات لتهريب عملة أجنبية إلى خارج البلاد إضافة إلى تهريب كمية من سبايك الذهب، لقد نجح أفراد الجمارك في إحباط هذه المحاولات اليائسة ولكن ما يحير هل أولئك المهربون لا يقرأون الصحف ولا يشاركون في وسائل التواصل فيس بوك واتساب أو غيرها من الوسائل التي تنشر عملية الضبط التي تتم بين الفينة والأخرى، أم أن هناك مشاركين في عملية التهريب وعندما يصل الهدف يقوم يزوق وكأنه لا علاقة له بالضحية، لأن المحاولات المتكررة وعملية كشف البعض منها يعني أن ما ضبط أقل من الذي هرب فالكميات التي يتم ضبطها خرافية ولا أظن أن الإنسان إذا لم يكن مطمئناً لما أقدم على تلك العملية، وأي مبالغ يتم ضبطها تعني مصادرتها وتقديم المهرب إلى المحاكمة، فالأجهزة الأمنية إن كانت ممثلة في ضباط الجمارك أو المباحث أو الأجهزة الأخرى، لقد ظلت تلك الأجهزة تقوم بواجبها تماماً وعملت على كشف كل المحاولات إن كانت عملية تهريب عملات أو آثار، ولكن إن كانت تلك الأجهزة بهذه الكفاءة العالية والمراقبة الدقيقة لماذا تفلت منها المحاولات الداخلية. وهنا أعني أن هناك عمليات سطو على أمتعة المواطنين القادمين من الدول المختلفة من داخل المطار، وكم من حالة وردت إلينا في الصحيفة تؤكد عملية سطو على أجهزة موبايلات أو رسيفرات أو ملابس أو حتى عملات حرة. وأنا هنا أجزم أن العين على التهريب الخارجي أكثر أما الداخلي فلا أحد مشغول به، وكما نقول في مثل هذه الحالات سيبك، ولكن لي تجربتان الأولى وأنا قادم من مدينة الضباب “لندن” وأخرى شيء عملته قبل أن أغلق الشنطة وأحملها معي إلى المطار، وضعت عدداً من القمصان ومن ثم أغلقت الشنطة ولكن عندما وصلت المطار وطبعاً لم أفتش فذهبت إلى البيت وعندما بدأت أتفقد ما لدي فوجدت معظم القمصان التي وضعتها لم أجدها، فسألت المدام عنها فأكدت لي أنها لم ترَ أي قمصان. أما الحادثة الثانية فكانت للمدام في المطار وفي زحمة العفش والناس نست شنطة بعد أن حملتها من السير، ولكن لأنهم كانوا مجموعة قادمين من دولة قطر عندما أصبح الصباح اتضح أن الشنطة لم تكن مع العفش الذي جئنا به من المطار، فعدنا إلى المطار ومن المفترض أن تكون الشنطة إما في مكانها، وإما أن تكون قد نقلت إلى المخزن وبالفعل هذا ما قيل لنا فلم نجدها في الصالة، فذهبنا إلى المخزن فبحثنا عنها في أي مكان فلم نجدها، وهذه لم تكن الحالة التي حدثت بالنسبة لي ولكن هناك الكثيرون الذين فقدوا مقتنياتهم بالمطار ولكن لا من شاف ولا من درى، فإذا كانت سلطاتنا بهذه الكفاءة والروح التي تحافظ على سمعة البلاد وضبطها لأي محاولة تهريب للعملات الحرة أو الذهب، فلماذا لا تضبطون الذين يتعدون على ممتلكات القادمين أم أن هذا حلال وداك حرام. المهم نحن نشيد بالأجهزة الأمنية وضباط الجمارك وغيرهم من أجهزتنا التي قامت بهذا الجهد الكبير في محاولة تهريب العملات أو الذهب، والمرة الجاية حاولوا أن تضبطوا الذين يمدون أيديهم لأغراض القادمين.