الصراع حول الكرة!!
اشتد الصراع بين المتنافسين على اتحاد كرة القدم الذي تجرى انتخاباته في الثلاثين من أبريل الجاري، وقبل إجرائها امتلأت الصحف بأحاديث وصراعات مختلفة بين المتنافسين، بل تبادلوا اتهامات فيما بينهم حول أحقية من يفوز بمقعد الاتحاد وبقية الضباط، وربما يحدث فساد في ذلك لأن كل الانتخابات التي تجرى إن كانت طلابية أو في هذا الاتحاد لم تخل من الفساد بأشكاله المختلفة ومناصرة طرف ضد الآخر، ودونكم ما جرى للدكتور “كمال شداد” من قبل.
الآن السيناريو ربما يتكرر لمناصرة طرف ضد الآخر ولا ندرى لماذا لا تترك صناديق الاقتراع تقول كلمتها النهائية في ذلك دون التدخل من أية جهة؟؟ وكرة القدم في السودان متراجعة إلى الوراء، فلماذا هذا التكالب عليها؟ ولماذا هذه المؤامرات؟ لماذا لا يتركون المصلح يتقدم الصفوف وتقف كل الأطراف معه بدلاً عن تلك التكتلات وإضاعة الوقت في الفارغة؟
كرة القدم في السودان أصبح كل من هب ودب يريد أن يدخل في إداراتها دون أن يكون هذا الشخص قد لعبها من قبل ولم يكن من المبرزين فيها، فهناك من لم (يشتها) أو تفرج عليها يجي اليوم عشان يكون على رأس القائمة وعشان يعمل شنو، ففاقد الشيء لا يعطيه.. فكرة القدم فن وإبداع ومن مارسها يستطيع أن يقدم لها ما عنده من إمكانيات ولكن ماذا يقدم أولئك لها وهم لم يجلسوا على الكنب على أسوأ الظروف.. فكم من مبدع في مجالها أبعد بالمؤامرات والدسائس، وكم من عاشق لها حرم من الترشح.. فحتى الرياضة أصبحت فيها لوبيات ومصالح، وإلا لماً تكالب أولئك وسعوا للتنافس أو محاولة دخولها بأية طريقة من الطرق.. لذلك ينبغي أن تتدخل الدولة من أجل مصلحة الرياضة عامة وليس من أجل أفراد تجمعهم المصالح، وإذا كان هناك أشخاص يتاجرون ويسمسرون في لاعبين أجانب فما بالك بالسمسرة من أجل كسب الأصوات.. كل شيء أصبح وارداً طالما هناك مصالح في هذه اللعبة.
الدكتور “كمال شداد” كان من أفضل الإداريين وأفضل رؤساء الاتحادات في السودان.. لكن الرجل زول نصيحة فتكالبوا عليه وأبعدوه بتلك المؤامرات السيئة وفقدت الرياضة واحداً من أفضل العناصر الإدارية في الرياضة بالسودان، والدكتور “شداد” مارسها وكان من أوائل الإداريين، وأسرته أول من وضعت البصمات فيها، ولكن هناك أشخاص لا يعجبهم العجب فتآمروا عليه وأبعدوه تماماً عنها.. والدكتور “شداد” إذا استمعت إليه وهو يحلل المباريات تستمتع بتحليله وتأتي النتائج كما توقعها.. لكن هل شاهدتم أولئك المتكالبين على الرئاسة؟ هل استمعتم إليهم في أي برنامج رياضي يتحدثون عن إخفاقات الكرة السودانية أو إيجابياتها، أو كيف يمكن أن تخرج من النفق المظلم، أو لماذا خرجت الأندية الكبيرة هلال ومريخ من البطولات الأفريقية، أو لماذا لم تصل الكرة السودانية إلى كأس الأمم الأفريقية أو حتى كأس العالم.. كل الدول التي جاءت من بعدنا الآن تستعد لخوض مباريات كأس العالم.. وهل فكر أولئك المتكالبون يوماً أن يستضيف السودان بطولة الأمم الأفريقية كما كان يفعل في عهده الذهبي وقتها.. المصالح لن تقدم الكرة في السودان، واتركوا العيش لخبازه بدلاً عن هذا الصراع الذي لا يفيد.