ولنا رأي

وزارة الصحة تعترف!!

في أحد الخطوط الرئيسة لـ(المجهر) أمس، قالت وزارة الصحة: إن (181) عاملاً، أجنبياً، يعملون بالكافيتريات مصابون بالإيدز والكبد الوبائي، فوزارة الصحة الولائية اعترفت بهذا العدد وسط الأجانب الذين أخضعوا إلى الكشف الطبي، وماذا عن الذين لم يخضعوا إلى الكشف؟، هناك كارثة سيحدثها الأجانب أن لم تتحسب وزارة الصحة الاتحادية والولاية لذلك، فالهجرة إلى السودان أصبحت كبيرة من قبل الأجانب وظلت الدولة تتعامل معها بعفوية وعدم اكتراث ودون إخضاع أولئك الأجانب إلى عمليات الفحص عند الدخول، كما تعمل كثير من الدول مع الأجانب الذين يدخلون بلادها، ومصر الشقيقة تعلم تماماً أن السودان ليس به مرض الحمى الصفراء، ولكن تطلب من السودانيين الداخلين أراضيها تقديم كرت الحمى الصفراء، ومن لم يحمل هذا الكرت يدخل الحجر الصحي لمدة أسبوع تقريباً، تحوطاً لأي طارئ، هكذا الدول تتعامل مع القادمين إليها، ونحن نعلم تماماً أن هناك دولاً تكثر عندها بعض الأمراض، ولكن لا نتحوَّط وندخلهم رغم علمنا بما يحملون من مرض. السودان بلد الطيبين على كل المستويات، فإذا كان هذا اعتراف صريح من وزارة الصحة الولائية بحمل بعض العاملين بالكافيتريات وهم مصابون بهذه الأمراض فما بال العاملين الذين يسكنون المنازل مع الأسر يأكلون معهم في صينية واحدة ويرقدون معهم في أسرِّة واحدة ويدخلون حمام واحد، كم عدد المصابين منهم بمثل هذه الأمراض؟ وكم عدد المصابين بصوالين الحلاقة؟ وكم الذين يعملون في أماكن مختلفة، ولم يكتشف المرض لديهم. إن الهجرة إلى السودان وبهذه الطريقة المفتوحة بالتأكيد ستكون لها سلبيات كبيرة أن لم نتحوَّط لذلك، فوزارة الصحة الولائية التي اكتشفت تلك الأمراض ينبغي أن تصدر قراراً بإجراء الفحوصات الطبية على كل الأجانب الذين يعملون الآن، أما بالمنازل أو الأسواق أو المؤسسات العامة أو الخاصة للوقاية من تلك الأمراض التي يحملونها أولئك الأجانب حتى لا تنتشر أمراضهم على المجتمع. في وقت مضى كانت وزارة الصحة بالخرطوم تقوم بكشف دوري على أصحاب الكافيتريات وبائعي اللحوم وهناك إلزام من الوزارة على كل عامل في الكافيتريات أن يكون لديه كرت صحي، وهذا ليس على الأجانب وإنما على المواطنين المحليين، وإذا أخل صاحب المحل يتعرض إلى الغرامة، إضافة إلى مرور الجهات الصحية على الأسواق للكشف اليومي على الأطعمة وأماكنها وحتى زنوك اللحوم يكون عليها مرور يومي، وهناك إجبار بغسلها بالماء والديتول في نهاية اليوم، لقد اختفت وزارة الصحة عن المسرح تماماً، ولذلك لابد أن تنتشر مثل هذه الأمراض من الأجانب وليس من المواطنين المحليين، وأن لم تعد الإجراءات الصحية القديمة فإننا سنواجه بكارثة الفترة القادمة في ظل التدفق اليومي من قبل الأجانب، وهناك أمراض لا قدر الله أن لم نتحسب لها ستكون الكارثة أكبر، لذا لابد أن يكون ما صدر من خبر عبارة عن تنبيه للوزارة وللمواطنين أنفسهم لاتخاذ الحيطة والحذر حتى لا تنتشر هذه الأمراض وتفتك بالمجتمع كله. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية