ولنا رأي

يا الحكومة طال غيابك!!

منذ أن صدر أول تصريح بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في يناير الماضي استبشرنا خيراً، ولكن تمددت الفترة وتطاول زمن تشكيلها، وأصبحت عملية التشكيل أشبه بانتظار غريق لم يعرف متى يتم انتشاله، فالحكومة رهنت الإعلان ببعض الحركات المسلحة التي اقتربت من التوقيع على وثيقة الحوار الوطني، ثم رهنت الإعلان بمشاركة المؤتمر الشعبي، وها هو المؤتمر الشعبي يعقد مؤتمره ويعلن مشاركته، ولكن حسب كلام الأمين العام المنتخب الدكتور “علي الحاج” إنهم لم يجلسوا في عملية تفاوض مع الحكومة حول القسمة التي سيشاركون بها، مما يعني أن زمن الإعلان عن التشكيل سيمتد لفترة أخرى أن لم تكن هناك بعض الحركات الأخرى التي تحاول الدخول في تفاوض مع الحكومة للمشاركة،أيضاً، وهذا بالتأكيد سيزيد من عمر إعلان التشكيل الحكومي، رغم أن البرلمان قد حسم أمره مع النواب الجدد، وقد تم اعتمادهم وهم الآن داخل القبة، أما بقية الأحزاب الأخرى التي ستشارك في الحكومة لم يصدر من أي منها أسماء المشاركين أو إلى أي مدى وصل تقسيم الكيكة، هل وصلت إلى الربع أم الثلث؟، حسب ما ذكر السيد رئيس الجمهورية بأن الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة، إذن كيف سيتم تقسيمها إذا أراد المؤتمر الشعبي أن يأخذ النص لوحده أو الربع، بعد أن قال المؤتمر الوطني قد تنازل عن خمسين في المية من حصته للمشاركين في الحكومة القادمة، فالتسعين حزب الذين شاركوا في الحوار الوطني سيجدون مساحة في الحكومة الاتحادية أو الولائية، إذاً من المفترض أن تكون الحكومة قد حسمت أمر المشاركة وحصص تلك الأحزاب أن كان لها وزير أو وزير دولة أو أي منصب آخر، ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من ذلك حتى تتفرغ الحكومة للمرحلة القادمة، لتنفيذ المخرجات قبل حلول الانتخابات القادمة، فالسوق الآن منفلت أكثر من اللازم ويحتاج إلى ضبط، وإذا لم تشكل الحكومة فلن ينضبط، وكذا الحال بالنسبة للعملات الأجنبية وهي في حاجة إلى وقفة لمعالجة الخلل الذي أصابها وكيف يمكن إعادة الوضع لما قبل رفع الدعم عن أسعار المحروقات، وكيف تتعامل الحكومة مع الملف الأمريكي بعد رفع الحصار الاقتصادي؟، وكيفية التعامل مع المرحلة القادمة ورفع اسم السودان نهائياً عن قائمة الإرهاب، وهذا يحتاج إلى جهد كبير من الحكومة القادمة، وكلما تأخرت كلما أصبح الوضع أصعب وأصبح المتربصون بالبلاد كثر. إن تشكيل حكومة الوفاق الوطني لا تحتاج إلى كبير عناء، فهي بكل المقاييس الآن واضحة طالما هناك اتفاق مع كل الأحزاب والحركات المسلحة التي ستشارك، فيبقى قطع الزمن دون تردد من قبل القائمين على الأمر، لأن الفترة كلما طالت، كلما حدث تململ، والتململ يجعل كل شخص يعمل بطريقته الخاصة، حسب ما ذكرنا، وضربنا مثلاً بالسوق الذي أصبح منفلتاً ولا حسيب أو رقيب عليه، فالأسعار متصاعدة بصورة خرافية وأن معظمها إنتاج محلى، ولكن في فترة ماضية كلما سألنا عن أسباب الارتفاع يقال الدولار مرتفع، ولكن الآن الدولار مستقر، فما هو السبب في تلك الزيادات، الخضروات واللحوم والبيض والغاز والأجبان، حتى البهارات، وإذا لم تشكيل الحكومة قبل حلول رمضان فالمشكلة ستكون أكبر، لذا لابد من التعجل في إعلانها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية