رأي

مسالة مستعجلة

حقيقة صراعات الحركة الشعبية
نجل الدين ادم
تجنبت طوال الفترة الماضية التعليق على صراعات الحركة الشعبية قطاع الشمال وثورة القائد “عبد العزيز الحلو” وإفرازات الصراع الذي كان نهايته الإطاحة بالأمين العام للحركة “ياسر عرمان”.
جميعاً يذكر تلك التفسيرات التي خرجت للرأي العام بعد المفاصلة الشهيرة المعروفة بصراع القصر والمنشية التي خرج بموجبها الشيخ “حسن الترابي” من كابينة القيادة السياسية إلى فضاء المعرض الفسيح، الكثير من المحللين ذهبوا إلى أن ما حدث مجرد مسرحية قصد بها حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلهاء الناس وأنهم في نهاية الأمر متفقون.
 استرجعت هذا الشريط الطويل وأنا أقرأ في صراعات الحركة الشعبية قطاع الشمال وما آلت إليه، وبقيت على قناعة أن ما حدث من خلافات داخل قطاع الشمال مجرد مسرحية لتمرير أهداف أكبر.
والسؤال المنطقي لماذا خرج شركاء النضال في قطاع الشمال وفي هذا التوقيت بالذات بمقترح تقرير المصير؟.
أمس قرأت تصريحاً لنائب رئيس الحركة الشعبية “عبد العزيز الحلو” بأن تغيير الوفد التفاوضي مع الحكومة سابق لأوانه، وأن الأمر لا يقع في نطاق سلطات مجلس جبال النوبة، وفي قرارات سابقة تم الإعلان عن إعفاء “عرمان” من رئاسة الوفد المفاوض مع الحكومة وتجريده من سلطة الأمين العام عبر مجلس تحرير جبال النوبة.
في تحليلي أن قطاع الشمال يعلم جيداً استحالة تمرير مقترح تقرير المصير، وعندما تطرأ مثل هذه الأفكار فإن اسم “ياسر عرمان” يظهر إلى السطح، سيما وأن للرجل أفكار سياسية ويكاد يكون المنظر الأول لقطاع الشمال، وهو معروف بخلفياته اليسارية، لذلك لا أرى أمامي سوى منطق أن قيادة الحركة أرادت إبعاد “عرمان” من مسرح المطلب لأنهم يعرفون جيداً سخط المواطن في جبال النوبة عليه، أرادت الحركة بما قامت به لفت الأنظار على أصل المشكلة في مقابل الدفع بهذا المقترح، وما يعزز شكوكي هو أن رئيس قطاع الشمال “مالك عقار” ورفيقه “ياسر عرمان” المقال سافرا في أوج الصراع إلى المناطق المعروفة بالمحررة بجبال النوبة، وجلسا إلى الجيش الشعبي في موقعه دون أن تحدث أي حالة تفلت بين القيادات العسكرية والرجلين القادمين “عرمان” و”عقار”، لم يمل الجيش لطرف على حساب الآخر، فلو كان هناك من خلافات حقيقية لوقعت معارك بالنيران، بين العسكريين والمدنيين، لاحظوا أن الرجلين يتعاملان مع الموضوع كأن لم يحدث شيء، لم تجد قرار الإقالة لـ”عرمان” أي ردود فعل إيجابية.
أرجو أن تعيد الحكومة قراءة المشهد مرة ومرتين حتى تستقيم الأمور وتتقصى في عدد من المشكلات، حينها سوف يتأكد لنا أن الواقع غير.
 والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية