تصاعد الأزمة السودانية المصرية!!
تصاعدت الأزمة السودانية المصرية من جديد على الرغم من التزام الرئيسين بطئ الملف والنظر إلى مستقبل العلاقات وما يخدمهما، ولكن يبدو أن الإعلام المصري لن يقف من حملته التصاعدية غير المبررة، ولا ندري لمصلحة من أثيرت هذه الأزمة؟، وفي هذا الوقت، بالتأكيد ما في دخان بلا نار، كما يقول المثل السوداني، فمنذ أن بدأ العمل في مشروع سد النهضة الإثيوبي زادت التوترات بين الطرفين إلى أن هدأت العاصفة عندما حكَّم الجميع صوت العقل، وعادت المياه إلى مجاريها، ولكن قبل أن تهدأ النفوس بصورة كاملة عادت التوترات من جديد عندما زارت الشيخة “موزا” البلاد وزارت الأهرامات السودانية، التي تدَّعي بعض الجهات المصرية، خاصة من هم على قيادة الإعلام المصري، أن لا أهرامات غير الأهرامات المصرية، وهذه رفعت من سقف التوتر من جديد، وبعد أن كان الصراع بين الإعلاميين والصحفيين بين البلدين، أقحم وزير الإعلام الدكتور “أحمد بلال” في الصراع، لأنه تحدث عن أن سيدنا “موسى” كان في السودان، وأن أهرامات السودان تفوق أهرامات مصر بآلاف السنين، حاول السيد رئيس الجمهورية أن يهدِّي اللعب، فبعث مدير مكتبه الفريق “طه” إلى الرئيس “السيسي” وجلس مندوب الرئيس وخرج حديث طيب بعد ذلك، ولكن الإعلام المصري لم يراع إلى رئيسه ودولته، فظل يكيل الشتائم والسباب إلى السودان وقياداته بصورة غير لائقة وغير مشرِّفة ولا تشبه دولتين ذات تاريخ وعراقة في المنطقة وحتى وسائط الإعلام المختلفة دخلت الخط وبدأت عمليات استفزاز بصورة غير كريمة. نحن شعب يحترم العلاقات الدولية خاصة مصر التي لها أفضال على السودان. والسودانيون يعرفون مصر حارة حارة وعطفة عطفة وزقاق زقاق أكثر من معرفتهم لمدن وقرى في السودان، ولكن الإعلام المصري وبعض الإخوة المصريين يعتقدون أن مصر مازالت وصية على السودان، كما يقول البعض، وأن السودان تابع لمصر، فالذين لم يقرأوا التاريخ من أولئك البسطاء والسذج من أبناء مصر وما زالوا يعيشون حقبة “محمد علي باشا” وهو غير مصري، أراد الرجال والمال من السودان، ولكن ماذا فعل به رجال السودان، ارجعوا إلى التاريخ أن لم تتمعنونه تماماً قبل أن تتحدثوا حديث السذج والهوام، لقد ضحى السودان بأرض حلفا وتراثها وتاريخها من أجل مصر، فهل جزاء الإحسان هكذا؟، لماذا تقحمون السودان في أمور ليس من اختصاصه؟ فإذا كانت لديكم مشكلة مع قطر أو إثيوبيا فحلوا قضياكم بعيداً عن السودان، فاجعلوا الاحترام بينكم وبين السودان ولا تقحموه فيما لا يعنيه، أو إثارة الغبار والمعارك في غير معترك.
إن الإخوة المصريين لا يعجبهم تقدم وتطور السودان، فهم ما زالوا يعيشون في الوهم، وهم ما في غيرهم، العالم تطور وتقدم ودول الخليج التي كانت إلى وقت قريب لا اسم لها، الآن في أرفع الدرجات من حيث العمران والمكانة العالمية، وقطر التي حلت قريباً، ويثير الإعلام المصري الغبار عليها، هي الآن تجهز نفسها لاستضافة كأس العالم (2022)، فأين مصر التي علمت العالم كرة القدم وصاحبة حضارة السبع آلاف سنة، لا تنظروا إلى الماضي، الآن الناس يتحدثون عما يجري الآن والسودان لن يكون السودان الذي يحاول الإعلام المصري النيل منه أو من قياداته، فاحفظوا لسانكم من البذاءات وساقط القول، لأن مصر والسودان هما لبعض مهما حصل، وكما ذكرت للأخ “وئام سويلم” بالسفارة المصرية بالخرطوم، أن (المصارين) في البطن (يتشاكلوا)، فيجب ألا نزيد من شجارهم حتى يتقطعوا.