رأي

آخر أوراق "الحسن الميرغني".. انتقاد والده!!

بقلم – عادل عبده
الورقة الأخيرة التي أطلقها “الحسن الميرغني” في سياق الهجوم المنظم الذي صار السمة البارزة لمسلكه السياسي منذ صدور قرارات القاهرة الرئاسية تمثلت في النقد اللاذع لوالده السيد “محمد عثمان الميرغني”، حين قال بالعبارة الصريحة بأنه لا يوجد حزب يدار بالريموت كنترول وأن الاتحادي الأصل ينبغي أن يدار من الداخل، وهو بذلك يقصد أن منهج مولانا الأب مقصر في قيادة الحزب ثم يتمادى “الحسن” في تقريظ نفسه قائلاً: (أنا ما شايف زول غيري بيشتغل عشان يرث الحزب) (جريدة اليوم التالي بتاريخ 30 مارس 2017م) الشاهد أن “الحسن” لا يرى إلا ذاته، وأنه مبعوث العناية الإلهية لإصلاح حال الحزب والبلد، ولم يعد يقدِّر تاريخ والده النضالي وسجله السياسي الطويل في التكاليف العامة.
في الورقة الأولى مازال “الحسن” يواصل هجومه اللاذع على من أسماهم بالدواعش قائلاً: (إنهم يمثلون ذبابة في أضان فيل)، وهي لغة غير كريمة منافية لأدبيات السادة المراغنة الذين عرفوا في دفتر التاريخ بعفة اللسان وطهارة العبارة حتى ضد خصومهم الألداء، علاوة على ذلك ابتدر “الحسن” منهج السخرية والاستفزاز مع الدواعش عندما طالبهم بالتوبة حتى يسحب هجومه عليهم، وإذا توقع “الحسن” استجابة لطلبه من هؤلاء الرموز المخضرمين فإن انتظاره سوف يطول بيد أنهم لا يعيرونه اهتماماً وتقديراً ويعتبرونه مفارق الجماعة.. والورقة الثانية تؤكد بأن “الحسن” لم يغيِّر منهجه في الشكوى من القصر والإفصاح عن ما يعانيه من الإهمال والنسيان، مبيناً أن مجهودات الحكومة في مجال السلام والتنمية لم تحقق أهدافها. وقال: (إن دولاب الحكومة (مبرجل.. وما في زول عارف ما هي مهمته)( (جريدة اليوم التالي بتاريخ 30 مارس 2017م).
الشيء المحيِّر أن “الحسن” يجري وراء المشاركة ويحبذ قطار الحكومة ولا يستطيع الاستغناء عن الصولجان والمناصب الدستورية، لكنه في ذات الوقت يصف المشاركة بأنها سيئة للغاية.. (هل هي حالة انفصام.. أم هي محاولة لتخدير الغاضبين عن المشاركة)؟.. وفي الورقة الثالثة يتعامل “الحسن” مع أنصاره بشيء من الازدراء والتعالي، وهو يستنكف محاورتهم والتفاوض معهم في أمور الحزب والمشاركة، ويشعر بأنهم لا يستحقون أن يستمع لوجهة نظرهم وتصوراتهم في جميع القضايا، ويحاول “الحسن” أن يدفعهم في المقدمة صوب الأعمال الخطيرة ثم يتوارى إلى الخلف حتى يكونوا قرابين إذا وقعت الواقعة المنكورة.. وأمامنا ما قاله “الحسن” أمام مولانا السيد “محمد عثمان” بحضور الدكتور “جعفر أحمد عبد الله” عندما استفسر عن المؤتمر الاستثنائي، حيث أجاب “الحسن” قائلاً: ليس لي علاقة بذلك وهذا المقترح قدمه “هاشم عمر” وأنا لا أعرفه!! وأما الورقة الأخيرة فقد كانت تعكس الهجوم على والده بكل ما تحمل من تكسير للجدول والحواجز والمذاق العاطفي والرمزي!!.
ها هو “الحسن الميرغني” يفتح النار على الجميع بلا استثناء ولا يعصمه من ذلك أي شعور بالنتائج الكارثية التي يمكن أن تنبثق مع شطط أفعاله، فالواضح أن “الحسن” يريد أن يجمع الوطنية والزعامة الحزبية والفخامة مع تصغير قدرات الآخرين في سلة واحدة ثم يذهب بعد ذلك في (صندقة) لصيد السمك في البحر الأحمر كما ذكر.. (وفقك الله!!).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية