ولنا رأي

خطاب الرئيس في البرلمان!!

جاء خطاب رئيس الجمهورية لدى مخاطبته البرلمان أمس (الاثنين) بمثابة برنامج عمل للمرحلة القادمة وقد حوى الخطاب تفاصيل المرحلة السابقة والحوار الوطني الذي اكتملت فصوله وأصبح في مرحلة التنفيذ، بعد رفع التوصيات التي ستعمل بها حكومة الوفاق الوطني التي اقترب تشكيلها، إذ أن المشاركين في الحوار الوطني قد حجزوا مواقعهم في البرلمان أو المناصب الوزارية المختلفة التي تنازل المؤتمر الوطني عن خمسين في المائة تقريباً من حصته للقادمين، سواء الحركات المسلحة التي اقتنعت بمبدأ الحوار الذي يفضي إلى حل معظم مشاكلنا أو الأحزاب السياسية التي كانت متذبذبة في قرارات المشاركة في الحوار. إن الخطاب كان مليئاً بالمعاني التي تجعل هذا الوطن هو ملك للجميع ولابد أن تتضافر الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار فيه.
السيد الرئيس يتمتع ببعد نظر وهو يتلو هذا الخطاب الذي جال به في كل الاتجاهات وهذا يؤكد أن المرحلة القادمة مرحلة كل الشعب ومشاركة الراغبين في حكومة الوفاق الوطني، ولم يغفل السيد الرئيس علاقة الجوار العربي أو الأفريقي فلابد أن تكون هناك علاقة مميزة بين السودان وكل جيرانه من أجل التعاون المشترك، فإذا كان السودان قد عانى الفترات الماضية من حالات الاضطراب، إلا أنه قد تجاوزها إلى الأفضل بالحكمة والمرونة في التعامل.
 السودان مقبل على مرحلة جديدة في كل شيء وقد بدأت هذه المرحلة برفع الحصار الاقتصادي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا دليل الانفراج على مستوى العلاقة مع أمريكا أو بقية الدول الأخرى، وحتى على المستوى الداخلي فالبرلمان الذي أبلى بلاءً حسناً الفترة الماضية يستعد لاستقبال لاعبين جدد يمكن أن يكونوا إضافة للنواب السابقين، ورئيس البرلمان البروفسور “إبراهيم أحمد عمر” الذي قاد المرحلة  الفائتة بحنكة واقتدار مما سهل على الجهاز التنفيذي العمل معه في تناغم تام، فالمرونة في الأجهزة التشريعية والتنفيذية تقود إلى الاستقرار في البلاد وهذا ما شهدته الفترة الماضية، رغم عمليات الشد والجذب التي حدثت برفع أسعار المحروقات وقد تفهم البرلمان دور الجهاز التنفيذي في ذلك. والخطاب تناول الاقتصاد وهو يعد المعضلة التي واجهت الحكومة وما زالت تواجهها، ولكن من خلال ما تم التوصل إليه في مخرجات الحوار الوطني ومعالجة هذه الإشكالية، فإن المرحلة القادمة قد تكون الأفضل في العملية الاقتصادية، إذ وضعت العديد من الحلول في هذا الجانب، ونحن نعلم أن السودان دولة زراعية فإذا استفادت من المستثمرين الأجانب في الجانب الزراعي بالتأكيد سنشهد نهضة زراعية كبيرة، وقد وجه السيد الرئيس الدعوة للعرب من خلال مؤتمر القمة الذي استضافته الأردن مؤخراً أو القمم السابقة للاستثمار في المجال الزراعي بالبلاد، وليس المجال الزراعي الذي يعتمد عليه السودان فهناك المجال الصناعي ومجال التعدين والبترول والعديد من المجالات التي تدر دخلاً كبيراً على البلاد، فقط علينا أن ننسى خلافاتنا وصراعاتنا وأن نجعل لغة الحوار هي المفتاح لطريق التقدم والازدهار بدلاً من البندقية التي ساهمت في تأخيرنا عشرات السنيين. ولكن يبدو أن الروح التي تسود البلاد الآن ومشاركة الجميع في الحوار الوطني ستكون فاتحة خير لنهضة كبيرة وقد ركز خطاب الرئيس عليها كثيراً، والمستقبل إن شاء الله لهذا الوطن الصابر ولأبنائه المخلصين سيكون زاهراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية