من الأمين العام للمؤتمر الشعبي؟؟
دفع الأمين العام للمؤتمر الشعبي المكلف الشيخ “إبراهيم السنوسي” بترشيح الدكتور “علي الحاج” ليكون أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي خلفاً للراحل الدكتور “حسن الترابي”، ولكن هل تنازل الشيخ “إبراهيم السنوسي” يعني أن الدكتور “علي الحاج” بات الأمين العام ولا يوجد من ينافسه، أم أن هناك سيناريوهات ستظهر لحظة الانتخابات المقرر لها اليوم.
هل قيادات المؤتمر الشعبي راضية كل الرضا لترشيح الدكتور “علي الحاج” أم أن هنالك تململاً وسط القيادات الوسيطة، فالدكتور “علي الحاج” غاب عن الساحة السياسية الداخلية فترة طويلة من الزمن، وربما حصل على الجواز الألماني خلال فترة وجوده الطويلة فيها، والساحة السياسية حدثت فيها متغيرات كثيرة في غياب الدكتور “علي”، والشيخ “الترابي” ظل بعد المفاصلة داخل البلاد رافضاً كل الإغراءات التي منحت له ليعيش في دولة عربية، ولكن الدكتور “علي الحاج” نفد بجلده واتخذ ألمانيا مقراً له ولم نسمع له أي نوع من المعارضة لا بالكلام ولا بالسلاح. أما الشيخ “السنوسي” فقد كانت معارضته واضحة وجهراً وتعرض بسببها إلى الاعتقال فترة من الزمن ولم يفكر يوماً في الخروج من البلاد بسبب المضايقات التي حدثت له. ولما انتقل الشيخ “الترابي” كان هو الأقرب أن يصبح أميناً عاماً وبالفعل اختير أميناً عاماً إلى حين انعقاد المؤتمر العام، ولكن ما الذي جد ليتنازل الشيخ من الموقع للدكتور “علي”، هل عامل السن لن يساعده في الاستمرار في الموقع، أم أن هناك انقسامات داخل الحزب رأت أن يكون البديل للراحل “الترابي” “علي الحاج”، وحتى لا يحدث انقسام جديد تنازل الشيخ “السنوسي” على مضض من موقعه.
الصراعات داخل الأحزاب السودانية موجودة ولن تنتهي أبداً وما يحدث الآن في المؤتمر الشعبي مهما حاولنا أن نجرده من الحقيقة فلن نستطيع، والأحداث التي وقعت فيها الانقسامات كثيرة ولن ننسى عندما كان التنافس على منصب الأمين العام للحركة الإسلامية بين الدكتور “غازي صلاح الدين” و”الشفيع أحمد محمد”، كان واضحاً جداً، فقد كان “الشفيع” متقدماً بنقاط كثيرة على “غازي” حتى الساعات الأولى من الصباح، ولكن بقدرة قادر فاز الدكتور “غازي” وقد نفى وقتها أية محاولة للعب بالنتيجة.
ولكن الواقع كان يقول غير ذلك، ولذلك ليس من المتوقع أن ينسحب الشيخ “السنوسي” بهذه السهولة من المسرح ليأتي “علي الحاج” في الموقع رغم الغياب الطويل عن البلاد، وإما أن تكون هناك خطة جديدة داخل بها المؤتمر الشعبي الملعب السياسي ليصبح “علي” أميناً عاماً والشيخ “السنوسي” مشاركاً في الحكومة القادمة، وبذلك يكون المؤتمر الشعبي قد اصطاد عصفورين بحجر، شارك في الحكومة واختار أميناً عاماً جديداً له بعد رحيل شيخه “الترابي”.
فالمؤتمر الشعبي ما في شيء سيخسره في المرحلة القادمة، والحكومة بعد الحوار الوطني مدت يدها للجميع، بما في ذلك الحركات التي تحمل السلاح وقاتلت في كثير من الجبهات. وها هي الآن ترمي السلاح وتستجيب لنداء الوطن وتدخل الحوار بقوة بعد أن اطمأنت لجدية الحكومة، فالمؤتمر الشعبي إن اختار الدكتور “علي الحاج” أميناً عاماً له فمبروك، وإن اختار غيره مبروك، فالآن الجميع متساوون ومعظم القيادات ستقوم بدورها ولكن لن يأتي شبيه للراحل “الترابي”.