البراحة وسرقة العربات!!
تطورت الجريمة وتطور منفذوها واستخدم أولئك طرق عديدة في تنفيذها، واستغل اللصوص مناطق محددة لارتكاب تلك الجرائم، خاصة سرقة السيارات من الأماكن العامة مثل: دور الرياضة والمستشفيات وتجمع المناسبات.
قبل أيام قليلة سرق أولئك اللصوص الذين يتابعون فريستهم للانقضاض عليها بعد متابعة دقيقة من عملية التنفيذ، وكانت محطة التنفيذ مستشفى “البراحة” ببحري وبعد أن اطمأن أولئك من نزول صاحب العربة البوكس “دبل قبين” موديل 1997 بالرقم (43528 خ2) تحركوا رغم أن هناك أفراد من الشرطة يقفون على بوابة المستشفى، فقادوا العربة بسرعة البرق ولم يمكث صاحب البوكس بضعة دقائق مع المريضة التي دخل لزيارتها فنزل ليجد البوكس قد اختفى تماماً من الأنظار، فحرر بلاغاً بالواقعة لقسم بحري وقدمت كل البيانات المطلوبة في ذلك، ولكن حتى الآن لم يعثر عليه رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها الأجهزة الشرطية وإدارة المرور العميد “اعتماد” وكل من اتصلنا عليه.
إن ظاهرة سرقة العربات من أمام المستشفيات كثيرة، رغم الحرص الشديد من أصحاب تلك المركبات بتأمينها، ولكن المنفذِّين تعوَّدوا على عمليات السرقة حينما لم يكتشف أمرهم. فالشرطة ولما لها من قوة ملاحظة شديدة استطاعت أن تفك طلاسم العديد من السرقات التي يقوم بها أولئك اللصوص وفاقدي الضمير، ولكن رغم مرور ما يقارب الأربعة أيام، تقريباً لم نسمع منهم ما يطمئن بإمكانية العثور عليها حية أو مشلَّعة، ومستشفى مثل “البراحة” المكتظة بالمرضى والمرافقين، إضافة إلى وقوعها على الشارع العام، يفترض ألا تقع مثل هذه الحوادث، وكان من المفترض أن تكون هناك كاميرات مراقبة بكل الاتجاهات، وهذا معمول به في المستشفيات الكبيرة والفنادق، ولكن نحن مازلنا نعيش في العصر الحجري. أذكر في أحد الفنادق بلندن، ونحن نهم بالخروج النهائي كنت أجلس على مقعد على بهو الفندق، وكان يجلس إلى جواري أحد منسوبي الدول الآسيوية، وكان يحمل جهاز لا بتوب، ووقف إلى جواره شخصين لم أتبيَّنهم لحظتها، ولكن فجأة فقد هذا المواطن جهاز “اللاب توب” فأسرع يبحث عمن كانوا يقفون إلى جواره، ولكن، لأن الفندق مراقب بكاميرات في كل الاتجاهات التقطت الكاميرا الأشخاص الذين استولوا على “اللاب توب” وحددتهم الكاميرا، وأسرعت أجهزة الشرطة خلفهم، وخلال دقائق تم ضبطهم. وفي السفارة الصينية بالخرطوم هناك كاميرات مراقبة تكشف كل الشارع وليس داخل السفارة وحدها، ولذلك مثل مستشفى “البراحة” يفترض أن تكون الكاميرات تعمل أربع وعشرين ساعة، بل كل المولات الكبيرة والصيدليات والأسواق يفترض أن تزوَّد بكاميرات مراقبة لضبط مثل أولئك اللصوص والحد من ظاهرة السرقة التي بدأت تتفشى بصورة كبيرة جداً، أن كانت على المستوى العام أو الخاص.
فسرقة البوكس من أمام بوابة مستشفى “البراحة” أن لم يتم العثور عليه بالتأكيد سوف يشجع أولئك اللصوص لتنفيذ جرائم أخرى بنفس الطريقة التي نفذوا بها عمليتهم، نحن نثق في أجهزتنا الشرطية والأمنية، وقد استطاعت أن تعيد العديد من السرقات الأكبر من البوكس، ولكن عشمنا أن تعيد إلينا البوكس سالماً غانماً كما هو. أما أولئك اللصوص العطالة عديمي الضمير يفترض أن تفعَّل القوانين لإعدامهم وليس إيداعهم السجون ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم، فهل تعدَّل القوانين لننظف المجتمع من مثل هؤلاء اللصوص؟.