"الخرطوم" لوحة رائعة للاستقلال !!
ازدانت ولاية الخرطوم وبالأخص المحلية وأصبحت لوحة جمالية رائعة تزينت بأنواع مختلفة من الإضاءة الحمراء والصفراء والخضراء استعداداً للاستقلال المجيد، وكست شوارعها نضارة وبهجة وعادت الخرطوم إلى ألقها وجمالها وذلك بفضل معتمدها الهمام الفريق “أحمد أبو شنب” الذي وقف على كل تلك الأعمال بنفسه طافها شارع شارع وملف ملف حتى اطمأن على أعمال الزينة. ومن يشهد الخرطوم هذه الأيام بالمساء فلن يصدق أنه في الخرطوم التي كستها النفايات والأتربة وأنواع شتى من الأنقاض، فاللوحة الجمالية التي نشاهدها الآن ينبغي أن تجد من يحافظ عليها بدلاً من أن نراها بعد الاحتفالات قد عادت سليمة لعادتها القديمة شوارع مظلمة وأنقاض في كل مكان، وشوارع محطمة ومياه مكسرة في كل الاتجاهات. وجمال الخرطوم سيشاهده المحتفلون اليوم بوداع العام 2016 في أرجاء الولاية المختلفة شارع النيل أو المطار أو عبيد ختم أو شارع الستين، كلها شوارع تدخل البهجة والسرور في نفس المواطن بتلك الإضاءة والزينة التي تشبه الدول الخليجية، وعندما تسير بالليل فكأنك بالنهار من جمال المنظر البديع.
اليوم آخر ليلة من العام 2016 والجميع سيحتفل بها بالأندية والصالات التي استعدت لاستقبال المحتفلين إن كانت اسبارك ستي أو المعلم أو أي صالة نالت ترخيصاً للاحتفال. أما الشباب الذين يحتفلون خارج تلك الصالات بشارع النيل أو بالقرب من منطقة بري، نأمل أن يكون الاحتفال بريئاً وخالياً من العادات السيئة والدخيلة التي غزت البلاد إبان تلك الاحتفالات، كالرش بالماء أو إلقاء البيض على المارة أو أي نوع من تلك العادات التي لا تشبه سلوك المواطن السوداني. والاحتفال بنهاية العام يفترض أن نأخذ منه الدروس والعبر في الفترة الماضية، وأن نستقبل العام الجديد بتفاؤل وأن نخطط بصورة أكثر جدية للعام القادم فالذي مضى لن يعود، ولذلك يجب أن نكون متفائلين ونحن سوف نستقبل حكومة وفاق وطني بها لاعبون جدد عسى ولعل أن يكون التيم الجديد فيه انتصارات للمواطن السوداني الذي عاش حالة من الضيق والعنت والمشقة، ونأمل أن تأتي التشكيلة الجديدة والتي يتوقع أن يكون أولها التجانس سواء من أعضاء المؤتمر الوطني أو المشاركين من الأحزاب السياسية المختلفة. وثانياً أن يكون الوزير الذي تضمه هذه الحكومة من الكفاءات التي سيستفيد منها الوطن وليس حصة من الحصص التي دفع بها المؤتمر الوطني لتلك الأحزاب. وثالثاً أن يكون رؤساء الأحزاب المشاركين في هذه الحكومة أمينين مع أنفسهم أولاً قبل اختيار وزرائهم، ونأمل أن يكونوا دقيقين في عملية الاختيار لأن الأحزاب السياسية دفعت في مرات كثيرة بعناصر ليست جديرة بأن تتولى أي منصب وزاري، وهذا خلق نوعاً من الغبن داخل تلك الأحزاب بل فقد الوطن الشخص المؤهل لتسيير دفة الحكم، ولذلك شهدنا تراجعاً في الأداء الوزاري والسبب أن هناك وزراء غير مؤهلين دفعت بهم تلك الأحزاب ولا نستثني المؤتمر الوطني من تلك الترضيات الوزارية فقدم عدداً منهم إرضاءً إما لقبيلة أو جهة ما ولذلك نأمل أن يأتي التشكيل الجديد بوجوه جديدة، تستطيع أن تدفع بعجلة التطور والبناء والإعمار والاستقرار والنهضة والسلام والعاشر من يناير ليس ببعيد.