ولنا رأي

ظاهرة حاويات المخدرات

انتشرت المخدرات بصورة كبيرة ونجح تجارها في تمرير شحناتهم من الخارج عبر ميناء  بور تسودان، على الرغم من أن ضباط الجمارك بالمرصاد لكل شحنة وتتم عملية تفتيشها بدقة. ولكن لا ندري كيف دخلت تلك الشحنات ومن وراؤها وهل هنالك تعاون داخلي بين أصحاب تلك الشحنات وآخرين. بالتأكيد العملية مرتبة وبصورة دقيقة وإلا لما اطمأن المهربون من دخولها. والمخدرات في وقت مضى كانت محصورة في فئات محددة في المجتمع ولكن كثرتها أغرت حتى طلاب الجامعات من تعاطيها، وأصبح هناك من يروجون لها وفي أماكن محددة ربما تعلمها السلطات الشرطية والأمنية أو غائبة عنها، ولكن أعتقد وأجزم أن الأجهزة الشرطية متابعة بدقة عمليات البيع وفي أماكن محددة بالولاية أو بولايات السودان المختلفة. وتأكيدنا نابع أيضاً مما قاله مسؤول الشرطة في التحقيق الذي أجرته الزميلة السوداني والذي قال فيه إن الجمارك تفسد عليهم خططهم في ضبط مهربي المخدرات عبر الموانئ البحرية، وهذا الحديث يدل على أن الأجهزة الشرطية لها أعين خارج البلاد وتقوم بالمتابعة الدقيقة واللصيقة لأولئك المتاجرين بهذا السم القاتل، وإلا لما تحدث هذا المسئول عن فشل خططهم وعدم تمكنهم من ضبط الجناة وهم متلبسون بجريمتهم.
إن ظاهرة المخدرات الكثيفة تؤكد أن هناك مافيا وربما يكون السودان معبراً لبعض الدول المجاورة، وفي وقت سابق من حكم الرئيس الأسبق “جعفر نميري” كانت السلطات الأمنية قد ضبطت كمية كبيرة من الحبوب الخدرة بمطار الخرطوم وهي في طريقها إلى إحدى دول الجوار، ولكن أجهزتنا الأمنية والشرطية كانت تتابع الشحنة من الخارج حتى وصولها مطار الخرطوم، ولذلك يعتبر السودان معبراً للدول المجاورة وإن لم يكن هو المستهدف بكل تلك الكميات، ولكن حظ أولئك الجناة كان عاثراً، إذ وقعوا في أجهزة عينها فاتحة ومراقبة بالداخل والخارج. ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك تنسيق تام بين الأجهزة الشرطية والجمارك لكشف المجرمين الذين يحاولون استغلال طيبة أهل السودان وتمرير تلك السموم، سواء إلى داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة. وما يجري هو محاولة لقتل الشباب العربي سوداني أو لبناني أو سعودي، فإذا ما حاولوا تدمير أولئك الشباب يخلو لهم الجو للسيطرة على تلك الأمة ووقف نهضتها وتقدمها. ولا أنسى في العام 1991 وأنا بالمملكة العربية السعودية وفي إحدى المساجد وخلال الوضوء، فإذا بشاب وضئ وفي مقتبل العمر وكيف فعلت به المخدرات، فحزنت عليه عندما خارت قواه وهو يبحث عن الداء اللعين الذي أوقعه فيه أصدقاء السوء وتجار هذا السم الذين استهدفوا شباب تلك الأمة النضر، ولذلك يلزم أن تفتح أجهزتنا الأمنية والشرطية أعينها لكل محاولات الاستهداف وتجار المخدرات العابرين أو الذين بالداخل، ويجب أن تعدل القوانين لتكون رادعة بل يكون الإعدام لكل من يتم ضبطه يتاجر فيها أو مهرباً لها أو متعاوناً معها مع مصادرة المنزل الذي ضبطت الكمية فيه، أو العربة التي  استخدمت في عملية النقل، وأن تكون هناك محاكمات فورية حتى يتم ردعهم كما هو معمول به الآن بالمملكة العربية السعودية التي تصدر أحكاماً بالإعدام، لكل من يهرب المخدرات أو يحاول إدخالها إلى داخل البلاد، فإن لم نفعل ذلك فإن العملية لن تتوقف وسوف نفقد شبابنا المغرر بهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية