ولنا رأي

يا صيادلة الأسعار ليست شرعية!!

اتخذت بعض الصيدليات بولاية الخرطوم قراراً بالإضراب الجزئي عن العمل خلال الفترة الصباحية من التاسعة والنصف صباحاً وحتى الخامسة، حسب ما كان مكتوباً على أبواب تلك الصيدليات التي أعلنت الإضراب الجزئي.. فالصيدليات التي امتنعت عن العمل أو توقفت جزئياً جاء نتيجة لتحرير سعر الدولار للأدوية، ولكن بسؤال بسيط لأصحاب تلك الصيدليات التي أضربت أو التي في نيتها الإضراب، هل تلك الصيدليات اشترت الدواء الذي ارتفع بنسبة (300%) بعد تحرير الدولار، أم أن تلك الأدوية كانت مكدسة بالصيدليات منذ شهور؟!
لماذا لا يكون أصحاب تلك الصيدليات صادقين مع أنفسهم أولاً ومع الجمهور أو المواطن ثانياً، فليس من المنطق أو المعقول أن تزيد أسعار الدواء وهي موضوعة بأرفف الصيدليات منذ شهور، وما أن تعلن الزيادة يزيد سعر الدواء الموجود أصلاً والمشترى بالأسعار القديمة بنسبة (300%). لو كانت الأدوية التي تم شراؤها بعد ارتفاع قيمة الدولار، هنا يكون السعر حلالاً على أصحاب تلك الصيدليات، ولكن أن تكون الزيادة والسعر القديم هو هو، هنا نقول هذا حرام وأصحاب الصيدليات مثلهم ومثل البقالات أو السوبر ماركتات المنتشرة بولايات السودان المختلفة، إن تلك البقالات تفاجئ المواطن يومياً بالزيادة التي أصلاً ليس لها مبرر لأن المواطن يومياً يطل على صاحب البقالة أو السوبر ماركت فيلاحظ أن أرفف محله مكدسة بشتى الأنواع والأصناف من مكرونات وشعيرية وألبان وصابون ومعجون هي نفس الأصناف، ولكن كل يوم يبيع لك بسعر قاطعه من رأسه طالما الجهات المسؤولة سادة دي بطينة ودي بعجينة، والقانون غير مفعل فمن حق أي تاجر أن يبيع بالطريقة التي تعجبه.
بالأمس ذهبت إلى إحدى المستشفيات فكتبت الطبيبة دواءً لابني (قطرة) وعندما ذهبت إلى الصيدلية وجدت المبلغ خرافياً ولن تصدق أن سعر القطرة التي لم تتجاوز العشرة أو العشرين جنيهاً أصبح السعر (174) ألف جنيه، ولاحظوا هذه قطرة وليست الأدوية الكبيرة التي تجاوز سعرها الثمانمائة ألف جنيه بدلاً من المائة أو المائة وخمسين جنيهاً.
تعجبت هل هذه الصيدلية اشترت هذا أمس أو قبل يومين أو حتى قبل شهر، فلماذا تبيعه بهذا الرقم الخرافي، وكأنما اشترته بعد التحرير.
 إن مشكلتنا في السودان عدم الصدق أياً كانت تلك الجهة الحكومة أو الشعب أو التاجر أو أي مواطن لديه سلعة يتحكم فيها بمزاجه الخاص دون مراعاة للسعر المعمول به. التاجر السوداني يريد أن يكون مليونيراً بين يوم وليلة، يريد أن تكون له عمارة من ثلاثة طوابق بين يوم وليلة، وكذا من السيارات وكذا من النساء وأحياناً يقول ليك دا موسم لا بد أن تضرب فيه ضربتك، ولكن هذه الضربة تكون على حساب المواطن المسكين، لا على الحكومة ولا على التاجر.
فاتقوا الله في هذا الشعب الغلبان لتنزل عليكم الرحمة والبركة قبل أن تصيبكم لعنته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية