ولنا رأي

هل يوافق الإسلاميون على حديث "بشير آدم رحمة"؟!

في برنامج الميدان الشرقي الذي يقدمه الزميل “عبد الباقي الظافر” بقناة أم درمان والذي استضاف فيه الدكتور “الحاج آدم” نائب رئيس الجمهورية السابق والدكتور “بشير آدم رحمة” القيادي بالمؤتمر الشعبي، الحلقة ناقشت عدداً من الموضوعات ومنها زيادة سعر المحروقات أو رفع الدعم عنها.. الجدل في ذلك استمر بين الطرفين “الحاج آدم” الذي يمثل المؤتمر الوطني بعد تقلبات الحياة معه وانسلاخه من المؤتمر الشعبي، والدكتور “بشير آدم رحمة” الذي يمثل المؤتمر الشعبي. كان الكل يتمسك برأيه فيما يتعلق برفع الدعم، ولكن كلمة قالها الدكتور “بشير” في آخر الحوار حول كيفية معالجة الأمر، قال الإسلاميون الذين اغتنوا من الحكومة مفروض الرئيس يدعوهم ويطلب منهم سد العجز إن كان خمسة مليارات دولار أو أزيد أو أقل، على أن تكون هناك سنوات تمنح لهم بإعادة مبالغهم خلال عشر سنوات تزيد أو تنقص. الدكتور “بشير” يعرف ناسه الإسلاميين كيف اغتنوا من هذا النظام لأنه من المشاركين في الحكومة من بدايتها، ويعرف الذي جاء بماله ومن جاء خاوي الوفاض فاغتنى من النظام. الدكتور “بشير” لم يطالب بمصادرة أموال الإسلاميين ولا محاسبة من اغتنى منهم، ولكن أن يعيدوا ولو جزء بسيط منها لمصلحة الوطن والمواطن، طالب أن تعالج تلك الأموال المشكلة الاقتصادية والعمل على حلها من المنسوبين للإسلاميين الذين استفادوا من هذا النظام، تجارياً أو استثمارياً في مجالات مختلفة في الزراعة أو الصناعة أو غير ذلك من أوجه الاستثمار المختلفة.
الدكتور “بشير” أراد أن يبدأ الإسلاميون أو الحكومة بنفسها في معالجة الأزمة، وقال إن أحد الرؤساء الأفارقة الذي تقلد زمام الحكم ببلده بدأ بتقليص طاقم الحكومة من تسعة عشر وزيراً إلى تسعة وزراء، وألزم متهربي الضرائب بدفعها فبلغ المبلغ الذي جمع من متهربي الضرائب أكثر من خمسمائة مليون دولار، فكم لدينا من متهربي الضرائب وكم عدد الوزراء، ووزراء الدولة والمعتمدون والجيش الجرار خلف أولئك الوزراء والمعتمدين والولاة وغيرهم من طاقم الحكومة الاتحادية أو الولائية، كم عدد المنظمات ومنظمات المجتمع المدني التي تعيش على حساب الدولة وحتى اتحادات الطلاب الاتحادية والولائية، كم يصرفون؟ ومن أين يأتون بميزانياتهم والنثريات والسيارات التي لا يحظى بها موظفون في درجات رفيعة بالدولة أو نواب البرلمان الذين يسيرون بأرجلهم، لا بد من تخفيض دولار الدولة مع إزالة كل الأجسام الغريبة التي دخلت على الدولة، وعجبني أمس الأول والي الخرطوم الفريق أول ركن باشمهندس “عبد الرحيم محمد حسين”، حينما رفض لأحد منسوبي اللجان الشعبية تقديم الدعم المالي لهم، فقال له اشتغلوا بطريقتكم فإذا قُللت مصروفات الدولة ووُجهت الأموال للتنمية بالتأكيد ستنهض الدولة، أما إذا كان الصرف في غير مكانه ستستمر عملية رفع الدعم في كل شيء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية