أمريكا ليك تسلحنا!!
في بداية الإنقاذ خرجت الشعارات (لن نزل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان)، وظلت هذه الشعارات مرفوعة والعداء بين السودان والأمريكان مستحكم، فلم تتنازل الحكومة من كراهيتها للأمريكان، بل جاءت شعارات أخرى الأمريكان ليكم تسلحنا، وأمريكا ورغم تلك الشعارات القاسية والمعلنة للرفض التام لكل سياساتها المستهدفة، السودان وشعبه وحكومته، وأمريكا لا “كلينتون” ولا “أوباما” وإنما هناك لوبيات تحكمها، فالحكومة السودانية لم تدرك أنها مهما فعلت لأمريكا، فلن يستطيع “أوباما” ولا غيره أن يتنازل عن تلك السياسة الرامية والمستهدفة خراب النظام سواء من الداخل أو معاونه، فليس من المنطق أو العقل أن تظل سياسة دولة على أخرى أكثر من عشرين عاماً تستهدفه في أمنه وفي اقتصاده وفي حياته الاجتماعية وفي حركته حتى رئيسه حاولت أن تحد من حركته بافتعال قضية الإبادة الجماعية من دارفور ولا بد أن يسلم الرئيس إلى الجنائية. كل ذلك تفعله أمريكا ضد السودان لأنه لم يخضع لسياساتها ولم يركع ولم يزل طوال تلك الفترة، ولكن جاءت مرة أخرى ظن فيها المسؤولون السودانيون أن أمريكا يمكن أن تلين بتقديم التنازلات إليها، فطردت “بن لادن” من أراضيها وسلمت “كارلوس” وفعلت ما فعلته ظناً منها أن كل ما تفعله سوف يرضي القيادة الأمريكية، وسيجعل قلبها يلين أو يعطف على الغلابة والمساكين من الحكومة والشعب السوداني. ظن المسؤولون أن الزيارات المتكررة لها سوف تجعل الأبواب مفتوحة وستكسب الرضا، ولكن كلما فعلته الحكومة ومسؤولوها لم يحرك شعرة في جلد الحكومة الأمريكية. وها هو الرئيس الأمريكي “أوباما” المنتهية ولايته وقبل أن يغادر البيت الأبيض ها هو يجدد العقوبات ضد السودان لعام آخر، وبهذا القرار تأتي ضربة قاسية على الحكومة السودانية وعلى الشعب السوداني الذي ظل ينتظر الفرج الأمريكي برفع العقوبات والتي بموجبها تنفرج أزماته الاقتصادية، ويعود الدولار إلى الهبوط بدلاً من التصاعد المستمر.. إن أمريكا مهما قدمت لها من تنازلات فلن ترضى عنا بسهولة، فأمريكا لا تحترم إلا الأقوياء، فأمريكا تريد من يعاديها بقوة وأن يقف في وجهها بقوة، أمريكا تحاول أن تزل الضعفاء وتركعهم.. لذا إذا ظنت الحكومة أن أمريكا سترضى عنها تكون لم تقرأ السياسة الأمريكية ولا الواقع الأمريكي ولا المسؤول الأمريكي، أمريكا تريد أن تشدها معها إما أن تنقطع أو ترتبط، فأعيدوا شعاراتكم لن نزل ولن نهان ويا أمريكا ليك تسلحنا.