"عبد الرحمن الصادق" هل هو الزعيم القادم للأنصار؟!
مساعد رئيس الجمهورية اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي”، ظل يشكل حضوراً في كل النشاطات السياسية والاجتماعية، ويبدو أن الإمام “الصادق المهدي” ورغم ما يردد عنه دائماً عن حالة نجله في القصر وهو في المعارضة يقول إن نجله مسؤول عن نفسه. ولكن الشاهد أن الإمام دفع بابنه للمشاركة في العمل التنفيذي خصيصاً ليقوى عوده ويتمرس على العمل حتى يصبح رجل دولة في المستقبل، إذا أراد بعد ذلك العودة للحزب والمشاركة باسمه في أي انتخابات قادمة.
لقد شاهدت اللواء “عبد الرحمن” خلال أسبوع مشاركاً في لقاء الجمعية العمومية وختام الحوار الوطني، ثم في الجلسة الطارئة لمجلس تشريعي ولاية الخرطوم، وفي وفاة والدة والي الخرطوم السابق “عبد الرحمن الخضر” أمس (السبت) وفي كثير من النشاطات الاجتماعية الأخرى، والتقيت به في احتفال أقامته مدرسة ثانوية بأمبدة. اللواء “عبد الرحمن” أصبح وجهاً مقبولاً للجميع حتى الأنصار الذين يتحدثون سراً أو جهراً في مشاركته مع الحكومة، ظلوا يتراجعون عن ترديد تلك الأقاويل.
أبناء الزعماء لا يجدون الطريق ممهداً ليسلكوه ولكن يتم إعدادهم إعداداً جيداً منذ المراحل الدراسية وكيف يتعاملون مع الناس.
فاللواء “عبد الرحمن” نشأ في حي شعبي لعب مع أقرانه كرة الشراب ولعب البلي وأم الحفر وكل الألعاب التي يمارسها أبناء الطبقة الوسطى، لم يترفع أهله أو منعوه عن الاختلاط بأبناء الشعب ولذلك نجده عفوياً وطبيعياً مع كل الناس، ليس له جماعة خاصة وأخرى دون ذلك وهذا ما أكسبه هذا الحب .
وأذكر أن عمه الإمام “أحمد المهدي” في إحدى الحوارات قال لي نحن لم نولد وفي فمنا معلقة من ذهب، ولم نولد في القصور، فنحن من عامة هذا الشعب.
اللواء “عبد الرحمن” الآن رجل دولة يعرف كيف يخاطب الناس وكيف ينتقي الكلمات مع كل مناسبة وحتى زياراته للأفراح والأتراح يمشيها عفوياً بدون أي طقوس، ولذلك وجد الاحترام من الكافة حتى على مستوى الدولة، الرئيس والوزراء تجده محبوباً لديهم.. وإذا حاولنا أن نجري مقارنة بينه وبين بعض أبناء الملوك مثل الملك “عبد الله” ملك الأردن، فقد كان رجل دولة عندما توفي والده لاحظنا كيف كان يستقبل الرؤساء والملوك والمسؤولين، فلم يجلس بعيداً يبكي والده، ولكن كان يستقبل ويودع المعزين في عظمة وفخار، لقد أعده والده الراحل الملك “حسين بن طلال” إعداداً لهذا اليوم، فقد شرف الأردن وشرف أسرته، رغم المصيبة الكبيرة التي حلت به ورحيل والده الملك “حسين”.
فالإمام “عبد الرحمن المهدي” أعد أولاده إعداداً جيداً لحمل اسم البيت والحزب، فالتف الناس بعد وفاته بنجله الإمام “الصديق” وأعد الإمام “الصديق” نجله الإمام “الصادق المهدي”، وشغل منصب رئيس الوزراء حال بلوغه الثلاثين من عمره. وكذا الحال بالنسبة للإمام “الهادي المهدي”. وهاهو اللواء “عبد الرحمن” يسير على الدرب وقد أعده الإمام “الصادق” في صمت للزعامة رغم القيل والقال، ولكن الأيام سوف تكشفه لحزب الأمة والأنصار والدور الذي سيلعبه في المستقبل.