رأي

ربع مقال

الحقوا إثيوبيا..!!
خالد حسن لقمان
 
.. لعل أكثر ما يحمد لعلاقات البلاد الخارجية خلال السنوات الفائتة بالرغم من كل ما عاشته من تدهور حيناً وانهياراً أحياناً أخرى هذا الاستقرار الجيد مع الجارة إثيوبيا وهو أمر لو لا حدوثه على هذا المستوى الثابت لتعرض أمننا على حدودنا الشرقية للكثير من الأوضاع التي يخشى معها ومع مرور السنوات، بدأ هذا الوضع يأخذ شكله الإستراتيجي في التخطيط المشترك خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي، وهذه الوضعية تعتبر وضعية نادرة جداً في علاقات المنطقة الإقليمية برمتها وليس للسودان وحده، حيث لم يفلح تحالف بين أي جارتين في الصمود لفترات طويلة، ولكنها سنوات الصراع العسكري والسياسي التي خاضها البلدان فبتشابه هذا وتقاطعات ذاك فهمت قيادات البلدين أن مصيرهما واحد ومصلحتهما مشتركة وهي المحطة الأخيرة التي تستقر بعدها علاقات الدول وتنشأ بعدها التحالفات الصامدة، وقد لعبت إثيوبيا خلال السنوات القليلة الفائتة دوراً مسؤولاً في رعاية جهود السلام السودانية، فبعد أن كانت حدودها خطوطاً للنار ضد الخرطوم وحكوماتها أصبحت الآن فنادقها ومنتجعاتها ساحة للحوار السوداني – السوداني .. والآن تتعرض هذه الجارة المهمة لوضعية تآمرية خطيرة إذا ما نجحت فيما ترمي إليه، فستخسر الخرطوم ويتهدد أمنها قبل أن تخسر أديس أبابا استقرارها وليس السودان الآن بتحالفاته الإقليمية وارتباطاته السياسية والعرقية مع القوى السياسية الإثيوبية المتصارعة فيما بينها بالدولة العاجزة عن فعل شيء من أجل أن لا يحدث هذا الوضع بالهضبة الإثيوبية التي مثلت له حتى الآن حائط أمنه واستقراره .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية