المجلس التشريعي ومخرجات الحوار الوطني!!
استبق الباشمهندس “صديق علي الشيخ” رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم، كل المجالس التشريعية بالسودان وعقد جلسة طارئة لإسناد وتعضيد مخرجات الحوار الوطني، وشهد الجلسة مساعد رئيس الجمهورية اللواء الركن “عبد الرحمن الصادق المهدي” وبروفيسور “هاشم علي سالم” الأمين العام للحوار الوطني، والبروفيسور “حسين سليمان أبو صالح” رئيس اللجنة العليا للحوار المجتمعي، والأستاذ “محمد يوسف الدقير” وزير الثقافة بولاية الخرطوم ممثل الوالي، وعدد من الأحزاب السياسية وأعضاء الهيئة البرلمانية وأعضاء الهيئة التشريعية ومعتمدي الولاية بالإضافة إلى بعض القيادات الوطنية والإعلاميين والصحفيين.
الجلسة كانت في قمة التنسيق والترتيب وكل شخص قد أعد نفسه تماماً للحديث عن مخرجات الحوار الوطني والتبشير به خاصة الأحزاب، والتي تحدث تقريباً ثلاثة من حزب الأمة الذي يرأسه الدكتور “الصادق الهادي المهدي”، فتحدث “حسن إسماعيل” والذي كان حديثاً مفوهاً رافضاً انتظار الممانعين، ومؤكداً على الالتزام بمخرجات الحوار والعمل بها، وتحدث ممثل لأنصار السنة المحمدية ورئيس كتلة المؤتمر الوطني بالمجلس التشريعي والذي وافق على التنازل عن مقعده للقادمين من الحكومة المرتقبة، وكذلك سار على دربه ممثل اللجان الثورية الذي وقف إلى جانبه معلناً أيضاً التنازل عن مقعده للقادمين.
كل الذين تحدثوا كانوا يؤكدون على الاستمرار في نهج الحوار الوطني والعمل بمخرجاته التي تساهم في ترسيخ مبدأ السلام والوحدة والديمقراطية.
وتحدث “فضل السيد شعيب” و”حامد ممتاز” وكلاهما برع في الحديث بلغة سليمة وصريحة، وتحدث البروفيسور “حسين أبو صالح” عن بداية الحوار الوطني ومساره وسانده في الرأي البروفيسور “هاشم علي سالم”.
الجلسة كانت عبارة عن سوق عكاظ للخطاب الأدبي والسياسي وكان الأديب “محمد يوسف الدقير” قد تحدث حديثاً ينم عن عظمة ومفردات كلماته الأنيقة التي تؤكد أن كل فصائل الاتحاديين قد رضعت من ثدي العلم والثقافة والأدب، وترحم على روح “الشريف الهندي” الذي كان أول المبادرين في عملية الحوار الوطني.. وأجمع المتحدثون على أن قاعة المجلس التي أعلن منها الاستقلال في 19/ ديسمبر 1955م، ها هي اليوم تضم أبناء الشعب السوداني ليقولوا كلمتهم حول مصير هذا الوطن كما قرروا مصيره من قبل ونالوا استقلالهم بعزة وكرامة وإباء.
إن مخرجات الحوار الوطني هي السبيل الوحيد لأمن واستقرار هذا الوطن، وإذا كان أبناء هذا الشعب تضافرت جهودهم وجلسوا لحل كل القضايا التي ورثوها منذ الاستعمار، بالإمكان أن يعملوا على تذليلها في جلسات إذا كبرت نفوسهم وتحللوا من عقدة المستعمر والوقوف إلى جانب القضايا الوطنية.