عز الكلام
الرئيس كسب الجولة!!
أم وضاح
لم يكن اللقاء الأول ولن يكون الأخير الذي يطل من خلاله السيد رئيس الجمهورية في حوار منقول على الهواء مباشرة، لكن لقاء (الأربعاء)، أكتسب أهميته وحظي بمتابعة عالية لسببين: الأول أنه جاء في فترة مهمة في تاريخ الشعب السوداني بعد أن مضى قطار الحوار الوطني بمن فيه وما فيه إلى محطاته الأخيرة في انتظار أن ينزل الجميع ويشتركوا في بناء وطن ناهض ومتطور، والسبب الثاني أن المحاور كان الإعلامي الرقم “حسين خوجلي” وهو هرم يجيد فن الحوار وفن المؤانسة والتواصل مع الآخر، لذلك جلست لأستمتع بالأسئلة وأستمتع أكثر بالإجابات والرئيس معروف عنه صرامته وتلقائيته وبساطته في الحديث، أول ما لفت نظري أن رئيس الجمهورية جلس مرتاحاً وظهره إلى الخلف وكان يملأ كرسيه تماماً بما يوحي أن الرجل هادئ ومطمئن، بل مستعد أن يبذل إجاباته بأريحية دون حواجز أو حدود، في حين أشعرني “حسين خوجلي” وهو يجلس في مقدمة الكرسي أنه قد أتخذ وضع التأهب والاستعداد وهو الأقرب لأن أصفه بمن يجلس في وضع الهجوم أو بصراحة على عكس من الذين وصفوا أسئلة الأستاذ “حسين” بأنها كانت طويلة إلى حد ما، أقول إن سرد “حسين” أكسب الجلسة كثيراً من الدفء وهو شعور (تلقفه) “البشير” لتأتي إجاباته أيضاً مغلفة بالدفء رغم سخونة بعضها، ولعل الأخ الرئيس في هذا اللقاء استطاع أن يقدم نفسه وبذكاء شديد للشعب السوداني زعيماً وقائداً ورجلاً لا يختلف مع أحد من معارضيه ولا يحمل غبناً ولا شكلاً من الثأرات القديمة لخصومه بدلالة حديثه المحترم عن زعماء المعارضة يميناً ويساراً، لكن دعوني أقول إن أهم ما جاء في هذا اللقاء هما اعترافان ذكرهما الرئيس (بمزاجه) حتى أنهما لم يكونا في سياق الأسئلة، لكن كلا الاعترافين يستحقان الوقوف عندهما بكثير من التأمل والدراسة والصبر والاعتراف الأول لسيادة الرئيس أنه قد أخطأ بحل جهاز الأمن وهو خطأ إستراتيجي كان يمكن أن يتسبب بكوارث للبلاد لما لهذا الجهاز من أهمية وما يحمله في أدراجه وأضابيره من ملفات مهمة، وهو ما تسبب أيضاً بتسريح كفاءات صرفت عليها الدولة من حر مالها تدريباً وتأهيلاً، لكن هذا ما حدث والرئيس لم يتنصل من مسؤوليته فيه وهي أخطاء تقع فيها الحكومات بكنس ما سبق بدعوى وتبرير الشرعية الثورية، أما الاعتراف الثاني فقد كان بخصوص الفلل الرئاسية التي اعتبر “البشير” بيعها خطأ تسبب في أن لا نستقبل وفوداً عديدة من دول شقيقة وصديقة في احتفالات العاشر من (أكتوبر)، وكم كنت أتمنى لو أن الأستاذ “حسين خوجلي” سأل الرئيس عن ما هو سبب بيع الفلل وهي ممتلكات دولة أنشئت لهدف محدود وهو هدف مستمر طالما أن الدولة السودانية موجودة وعلاقاتها مفتوحة وممتدة!! ولم نقفل بابنا أمام الضيوف وغاشي الدرب.
كم كنت أتمنى أن “حسين خوجلي” وجد من اعتراف الرئيس (سكة) ليتفرع بها في أسئلة مباشرة وصريحة عن الفساد وخاصة فساد الصلاحيات والتملك الذي يتاح لبعضهم باسم الثروة والسلطة!!.. وبمناسبة عدم استطاعتنا استقبال وفود في هذه المناسبة العظيمة، دعوني أقارن ما بين حالنا في 2016م، وحالنا في القرن الماضي تحديداً عام 1978م، عندما عقدت القمة الأفريقية الخامسة عشرة وحينها كانت الخرطوم متأهبة وفاتحة ذراعيها لكل الوفود برحابة وترحاب وهو ما لم تكن تستطيع فعله الدول التي سبقتنا باستضافة هذه القمة!
أعود لأقول إن أكثر ما كان لافتاً في هذا الحوار أنه جدد الآمال بسلام شامل وغدٍ أخضر ومستقبلٍ مشرقٍ، بل جدد الثقة في الأخ الرئيس بأنه صادق صدوق وضامن لا شك في ذمته أو ضمانته لتتنزل هذه التوصيات إلى أرض الواقع أملاً ووعداً وتمني!
{ كلمة عزيزة
أطلعني أمس أحد الزملاء على تعليق سافر كتبته “نورهان نجيب” عن إعداد وتقديم القامة “حسين خوجلي” لحوار الرئيس، ورغم أن تعليق الست “نورهان” على صفحتها الشخصية لكنه في النهاية رأي تلميذة لا زالت تحبو في روضة إعلام بشكل مستفز في أستاذ (نستحي) أن نتحدث في حضرته وصحيح (الأنصاص قامت)!!
{ كلمة أعز
قدرنا أننا نتحمل مباشرة آلام ومشاكل المواطنين ونكون الجسر الذي يوصلها إلى المسؤول، قبل فترة استجاب مكتب نائب الرئيس “حسبو عبد الرحمن” لمشكلة مريض يحتاج إلى عملية اسمه وهاتفه بطرف الصحيفة لكنهم فجأة ناموا على الخط، يا أخوانا المرض لا ينتظر البروتوكول ولا البيروقراطية، ننتظر هاتفكم يا سادة يا كرام.