ولنا رأي

"نجوى قدح الدم" تعمل بدون ضوضاء!!

هذا الوطن مسكون بشعب لا مثيل له في العالم، وله من الأبناء شامات في خدود الأمة، فحينما أنظر إلى تلك الشابة السمراء جميلة القسمات والعبارات يتأكد أننا شعب مهما اختلفنا، ولكن الخير فينا وفي أبنائنا.. تعجبت وتعجب الكثيرين من أهل هذا الوطن، كيف لرئيس دولة أفريقية يعده البعض من أفظع الحكام وأقساهم يستجيب لمبادرة شابة سودانية تعمل في إحدى المنظمات الأفريقية؟، كيف يعطيها هذا الحب والعطف والاحترام؟، بل الاستجابة لها لتقود مبادرة لإصلاح شأن دولتَيْ السودان ويوغندا.
ويوغندا لم تكن العلاقة بينها وحكام السودان – منذ الرئيس الراحل “نميري” وحتى الآن – على ما يرام وظلت العلاقات بينهما متوترة جداً، ولكن الشابة “نجوى قدح الدم” استطاعت أن توفق بين البلدين في مبادرة قامت بها في صمت خلال الأعوام الماضية، ونجحت “نجوى” في ترتيب زيارة للرئيس اليوغندي “موسفيني” لزيارة السودان ومقابلة الرئيس “عمر البشير” وحكومته. ما قامت به “نجوى” في صمت لم تقم به سفاراتنا في كمبالا ولا خارجيتنا. فقد وجدت الزيارة التي قام بها “موسفيني” العام الماضي للسودان صدًى طيباً في نفوس المسؤولين، ولم تعمل “نجوى” مظاهرة لهذه المبادرة، ولم تظهر في الإعلام لتقول عملت كذا وكذا، وعلاقتي بالرئيس “موسفيني” كذا. “نجوى” ليست سياسية رغم أن أسرتها من كبار الساسة، والدها اتحادي، ولكن جدها أنصاري، فقدح الدم كان من قيادات الأنصار في معركة كرري، فجاءت تسميته بعد أن كان “قدح العشاء” نظراً لتقديم وجبة العشاء للفقراء والمساكين بمنطقة العباسية بأم درمان، جاء من معركة كرري وهو على صهوة جواده مضرجاً بالدماء، فحينما شاهده أهله بتلك الصورة قالوا له: الآن أنت “قدح الدم”، وهو عابد وعالم ورع، أما والدها فهو من الأساتذة الكبار، ربى أبنائه على حب العالم، فجعلهم حاصلين على درجات علمية رفيعة، ففيهم الطبيب والمهندس ورجل الأعمال، حبب إليهم العلم فساروا في دربه.
التقينا بالسيدة “نجوى” العام الماضي -تقريباً- عقب زيارة الرئيس “موسفيني” واستطعنا بعد جهد جهيد أن ندير معها حواراً استمر لأكثر من ساعتين بمنزل الأسرة بحي العباسية بأم درمان، تحدثت فيه عن مولدها ونشأتها ودراساتها، وكيف التقت الرئيس “موسفيني” أول مرة، وكيف تمت العلاقة بينها وبينه، وكيف استجاب لطلبها لزيارة السودان. “نجوى” سودانية (مية المية) ومن أسرة سليلة النجاحات، ولكنها تعمل في صمت وهذا ما ميَّزها.. ونأمل أن يكون ديدن كل السودانيين الحب لتراب هذا الوطن وليس الارتماء في أحضان الدول الأخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية