ولنا رأي

متى يتعظ المسلمون؟!

تتجدد كل عام ذكرى هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويحتفل الناس والعالم الإسلامي بهذه الذكرى، وكأنما سنوات فقط نجتر ذكراها، ولكن العظات والعبر منها نجدها صفراً، فلا أحد يتمسك بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أحد يأخذ من تلك الهجرة درساً يستفيد منه في دنياه لآخرته. في كل عام نقلب الصفحة ونبدأ صفحة جديدة يتمنى الناس أن يكون العام عام خير وبركة، ولكن درس الهجرة وكيف عانى الرسول صلى الله عليه وسلم في توصيل الدين السمح المتسامح الهين اللين إلى الناس، كيف واجه الرسول صلى الله عليه وسلم الصعاب منذ بداية الدعوة الإسلامية وكيف صبر على أذى المشركين والكفار، وكيف استطاع أن يقاوم المسلمون الأوائل صلف وغطرسة الكفار، وكيف تمسكوا بهذا الدين الذي جعلهم أمة قانتة لربها، ومن ثم تدافع المسلمون وخاضوا حروباً شتى من أجل تثبيت الدين الإسلامي. فالهجرة من “مكة” إلى “المدينة” كانت بداية لدك حصون الكفر وزلزلة أركانه.. فالرسول صلى الله عليه وسلم معلم البشرية علم المسلمين الأوائل أمور دينهم وبنى المسجد وشارك في الغزوات، ولكن مسلمي اليوم.. أين هم من المسلمين الأوائل وأين هم من طهارة اليد واللسان، فالدين الإسلامي بيان بالعمل كما جاء في نصوص القرآن وفي السنة المحمدية، فحينما تمسك الرعيل الأول من المسلمين بدينهم استطاعوا أن يقهروا الجبابرة من الروم والفرس، وحتى كفار “مكة” لقنهم المسلمون درساً عند فتح “مكة”.
لقد تراجع المسلمون وبعد أن كانوا في المقدمة في الصناعة والريادة عادوا إلى الوراء، فالعلماء كانوا من المسلمين والمكتشفون كانوا من المسلمين والأطباء المميزون كانوا من المسلمين، ولكن حال المسلمين الآن يغني عن سؤالهم. الفلسطينيون لم يقووا على مواجهة دولة إسرائيل التي تضرب فيهم ليل نهار وأمريكا تتسيد العالم، وأصبح المسلمون مقهورين في كل مكان، والسبب التراجع عن دينهم والانصياع لأوامر تلك القوى، فبعد أن كان اليهود والنصارى يخشون المسلمين الآن المسلمون يطأطئون رؤوسهم خوفاً وخجلاً من دول الاستكبار.  الآن كل الاكتشافات يقوم بها علماء من خارج دائرة المسلمين، كل الصناعات الكبيرة يقوم بها الآن غير المسلمين، فلن تعود للإسلام والمسلمين قوتهم إلا بالرجوع إلى الدين والتمسك به وبنصوصه السمحاء دون الاختلاف الذي نراه الآن، لدى كثير من الجماعات الإسلامية التي جعلت كل فئة تفهم الدين بطريقتها وليس كما جاء به رسول البشرية، وكيف علم أصحابه المسلمين الأوائل كل شيء، المحبة والإلفة والتسامح. وقال لهم ما أن تمسكتم به لن تضلوا أبداً، بمعنى أن هذا الدين إذا تمسك به المسلمون فلن يضلوا أبداً، ونأمل أن يتعظ المسلمون وأن يأخذوا من هذه المناسبة العظيمة أي الهجرة النبوية العظة والعبرة، ومراجعة النفس ليعود للمسلمين مجدهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية