ما بيننا والإعلام المصري!!
كلما ظهرت بوادر أزمة أو خلاف بين السودان ومصر ظهر الإعلام المصري كالكلب المسعور ينبح لا أحد يسكته من تلك الهستيريا المفتعلة وغير المبررة لهذا النبيح ضد الشعب السوداني والمسؤول السوداني وحتى السخرية تطال رئيس جمهورية السودان من هذا الإعلام المرئي أو المكتوب.. نحن ومصر كما يقال شعب واحد وتربطنا أواصر الدم والرحم.. ولكن هذا الإعلام (النبّاح) لا يعي تلك الحقيقة ظللنا نمجد مصر باعتبارها أم الدنيا والقلب النابض لها.. ولكن الإعلام المصري ظل يسخر من هذا الشعب في أي بادرة خلاف.. وإذا كان لمصر فضل علينا في فتح جامعاتها للسودانيين ونهلوا منها.. فهذا لا يعطي الإعلام المصري أن يسخر من هذه الأمة.. فنحن أمة لها تاريخها ولها مكانتها في القارة.. بل هي سند لمصر.. فالإعلام المصري ما زال في ذهنه صورة السوداني البواب (عثمانا) كما يصفون البواب السوداني.. ولا يعلم البواب السوداني كان حامي حمى الشعب المصري.. كان الجندي السوداني مفخرة لمصر عندما قاتل معها في حروبها المختلفة 1967 و1973 كان السند والعضد لها ولم يسخر في يوم ما منها، فنحن شعب جبلنا على احترام الآخرين بما فيهم المصريين أنفسهم.. ونحن شعب تحترمنا شعوب العالم جمعاء إلا الإعلام المصري الذي لا تتوفر له أدنى معلومات عن الشعب السوداني ودولة السودان.. وإذا قيل لأي صحفي منهم أكتب مقالاً عن السودان يعجز عن وصف أي مدينة فيه.. إما عن جهل أو تعمد.. ولكن أعتقد أن الإعلام المصري أجهل بمعرفته لوطنه وليس السودان.. وإذا سألته عن مدينة سنار في أي ولاية من ولايات السودان تقع.. لاعتبرها واحدة من الولايات الأمريكية لجهله بمعرفة المدن وجغرافيتها.
إن السودان ليس في حاجة لمعرفة الإعلام المصري.. لأن الجاهل عمره لا يعرف ولكن ينبغي على مسؤولي الدولة في مصر أن يعرفوا قدر السودان وأن يبصروا إعلامهم بما يجهل عنه.. وينبغي أن لا يقود حملة علينا وهو لا يملك سلاحها، وإذا أردنا أن نتصدى للإعلام المصري وسخريته لجرعناه مرارة هذا التطاول وأسهل شيء أن تسئ إلى الآخرين.. ولكن يعف لساننا عن بذئ القول.
وحتى الإعلام المهاجر المصري أيضاً يحاول أن يسخر من السودان كما هو ممثل في حال “أحمد منصور” بقناة الجزيرة.. ولا ندري لماذا لا يسخرون من تلك الدول التي يعيشون فيها؟؟.. وعلى الدولة المصرية أن تمسك كلاب إعلامها المسعورة فاقدة المنطق والحقيقة، لماذا لا يهاجم الإعلام المصري تلك الدول التي بادرت بمقاطعة أطعمتها؟.. لماذا شن هجومه على السودان رغم أن السودان لم يأتِ بجديد عن تلك الدول؟.. لماذا كلما تغلق منافذ الخلاف بين السودان ومصر يحاول الإعلام المصري المسعور نسف تلك العلاقة.. فهو يحاول نسفها لأنه لا يملك معلومات عن هذا الوطن.. ألم يعلم هذا الإعلام كيف خلّد الشيخ الراحل “البرعي” مصر في قصيدة لم يستطع أهل مصر كتابتها، (مصر المؤمنة)، ألم يدرك الإعلام المصري تلك القصيدة الرائعة التي تغنى بها فنان السودان العملاق “كابلي” (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة.. مصر أم جمال وأم ناصر)، هل يعلم الإعلام محبة السودان لمصر التي يحاول إفسادها؟؟.. على الإعلام المصري أن يرعوي فنحن لسنا أقل منزلة منهم وبإمكاننا أن نسلط جام غضبنا وبأقلامنا التي تنفث سمها في كل الاتجاهات.