ولنا رأي

الإمدادات الطبية ووفرة الدواء!!

كثير منا يمر بكبري الحرية في طريقه إلى السجانة أو إلى اللاماب أو أي منطقة في اتجاه الجنوب وحتى القادمين من أم درمان عبر طريق الغابة لم يستوقفهم المنحى الضخم على ناحية الشارع المعروف بالإمدادات الطبية، كثير منا حتى الفضول لم يدفعه لمعرفة ما بداخل هذا المنحى والضجة الكبيرة حول الأدوية وانعدامها وصراع الشركات حولها.
دخلت هذا المبنى ليس صدفة ولكن بإيعاز من مديرها الشاب الدكتور “جمال”.
في بادئ الأمر لم تكن لدَيْ سابق معرفة به وعندما شاهدته ظننت أنه أحد الموظفين لصغر سنه، ولكن حينما جلست معه تعرفت على الكثير عن الدواء ودرجة حفظه، وكيف يتم استجلابه والشركات التي يتم التعامل معها، وكم كميات الأدوية المستجلبة من الخارج، وكيف ظلمت الإمدادات الطبية من الإعلام ومن أجهزة كثيرة لم تدخل في أضابيرها ومعرفة ما يدور بداخلها وأين قانونها.
استمعت إلى السيد المدير عن علاقة الإمدادات الطبية، وطيف كان يأتي الدواء من الخارج فتعجبت أن تحمل البواخر من الموانئ المختلفة الدواء المنقذ لحياة البشر مثله ومثل السيخ والأسمنت لم تراع الدرجة التي يحفظ فيها الدواء من ميناء الشحن وحتى ميناء الوصول، ولكن بجهود الدكتور “جمال” وآخرين استطاعوا أن يجيزوا القانون الذي يعطيهم الحق في استجلاب هذا الدواء وكيف يتم حفظه في غرف تبلغ درجة حرارتها ما بين اثنين درجة وخمس درجات، وهناك مخازن تبلغ درجة حفظ الدواء أقل من عشرين درجة وكيف يتم فتح الدواء وبيعه للصيدليات، وانتهجت الإمدادات الطبية طريقة تدريب العاملين عن طريقة استجلاب الدواء وطريقة حفظه وإرساله للولايات عبر عربات مجهزة ووضعت بداخلها أجهزة تعمل على قراءة درجات الحرارة من تحركها وحتى وصولها إلى الولاية المعنية، كما اتبعت الإمدادات طريقة البيع ليس المباشر، ولكن عبر الوسائط الحديثة بإدخال المعلومات والكمية المراد شرائها وكيفية دفع المبلغ وما على الجهات المعنية بعد الحصول على تلك المعلومات من الصيدلية المعنية إلا إرسال الكمية المطلوبة عبر العربات المجهزة.
نتحدث كثيراً عن الدواء الفاقد للصلاحية وربما تكون المعلومة نأخذها مثلنا ومثل بقية عامة الناس، ولكن الدكتور “جمال” قال: هناك أدوية لابد أن تكون فترة صلاحيتها قد انتهت لقلة الطلب عليها، ولذلك يتم سحبها بعد ذلك لانتهاء صلاحيتها أو عدم تأخير فعاليتها على المريض إذا ما تناولها وشأنها شأن كثير من المأكولات المنتهية الصلاحية التي تسحب وتباد .
الإمدادات الطبية هي جهة حكومية وتقوم برفل المستشفيات بالأدوية المنقذة للحياة وبأسعار معقولة ويتم استجلاب الدواء من الجهات المعنية أو الرسمية، ولذلك كل الأدوية الموجودة ذات فعالية عالية وتوجد آلاف الأسماء منها، هذا جزء قليل مما تعرفنا عليه داخل الصندوق القومي للإمدادات الطبية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية