رأي

عز الكلام

قرار رئاسي في زمن قياسي
ام وضاح
كتبت عبر هذه الزاوية قبل فترة ليست بالبعيدة عن واحدة من المؤسسات الوطنية المهمة بل والغاية في الأهمية، لأنها تمثل صمام الأمان لهذا البلد وهي التي تتكئ عليها كل الآمال والأحلام فتسندها وتعضدها وتفسح لها المجال لكي تتحقق وتصبح واقعاً ملموساً وهي مؤسسات القوات النظامية جيشاً وشرطة. وقلت يومها إن ذات المقاييس والمعطيات التي جعلت رئاسة الجمهورية ترفع سن المعاش للخدمة المدنية حتى الخامسة والستين يجب أن تنطبق على القوات النظامية، لأن نزيف الخبرات والكفاءات أصاب كثيراً من المؤسسات بضمور كاد أن يسبب لها الفشل الكلوي، فما بالنا بالقوات النظامية التي  يعتبر التقاعد لهذه الكفاءات وفي قمة عطائها ضربة قاضية إن لم يكن هو نحرٌ لها من الوريد إلى الوريد.. وخلوني أتحدث بشكل خاص عن مؤسسة الشرطة أو البوليس كما يحلو لنا أن نسميه، وقد شهد في الفترة الأخيرة تساقط بعض حبات عقده النضير بسبب الوصول لسن المعاش وهي الستون، ومن سخريات القدر أن الستين في الألفية الثالثة ما عادت تلك السن التي ترتجف فيها الأيادي ضعفاً ووهناً أو يشتعل فيها الرأس شيباً بل هي على العكس عند الكثيرين، قمة جبل الشباب وأفضل الأوقات للعطاء وأنضج فصول السنة حصاداً وثمراً، فكان أن فجعنا بتقاعد أشخاص لا نزكيهم إلا لأنهم يستحقون ولم ترفعهم عن طينة الناس دبورة ولم يجعلهم يتعالون صقر أو مقص بل على العكس، ظلوا مثالاً للتواضع والقرب من الناس، وعلى رأسهم الفريق “عبد الرحمن حطبة” والفريق “محمد أحمد علي” وكلاهما قادر على العطاء لعشر سنوات قادمات وأمثالهم كُثر من الذين كانت تتهددهم سكينة الستين لينكشف مكانهم شاغراً يبحث عن من يملأه خبرة وكفاءة ونضوجاً، لكن ولله الحمد انتبهت رئاسة الجمهورية لهذا الفقد الجلل الذي يتهدد المؤسسة النظامية وهي تفقد كبارها المعتقين الذين صالوا وجالوا ربوع السودان، وتدثروا معاني العسكرية وانضباطها بياناً بالعمل وتلفحوا وتدثروا بقدسية الكاكي وهيبته ليعود بهذا القرار إلى سوح العسكرية وحيشانها فرسان ترجلوا إلى حين، على رأسهم سعادة الفريق “عبد الرحمن حطبة” الرجل الذي لا تجد رتبة تسأله عنه إلا وقال إنه للجسارة عنوان وللانضباط ربان وللتواضع جمل شيل وإنسان، فالتحية والتقدير لمؤسسة الرئاسة التي ضمدت هذا الجرح قبل أن يستفحل ويصيب القوات النظامية بالسهر والحمى، وعندها ينكشف ضهرها المحمي بسياج الأمن والأمان!!
كلمة عزيزة
في حواره مع الزميل (التفتيحة) “صديق دلاي” قال السيد “عبد الوهاب سنادة” مدير المواصلات العامة لولاية الخرطوم، إن هناك (90) بصاً جاءت من الإمارات معطلة ولم تدخل الخدمة وأن هذه الصفقة تمت عبر (وفد رسمي)، دفعوا فلوسها كاشاً نقداً ثم حاولوا صيانتها لكنهم فشلوا.. ودعوني أقول إن حديث “سنادة” هذا اعتبره بكل المقاييس بلاغاً للنائب العام على الهواء مباشرة، إذ أنه ليس حديث شخص عادي أو بعيد عن القضية. و”سنادة” هو الرجل الممسك والمطلع على هذا الملف ويعرف تفاصيل التفاصيل فيه، وبالتالي ولأنه (شكلوا) كده إن الحكاية مطلوقة لابد أن نطرح تساؤلاتنا ونسوي العلينا والباقي نخليه للأخ الوالي ألما معروف بلقاها من سماسرة القطارات واللا البصات واللا شنو، وأول هذه الأسئلة التي يجب أن يعرف الرأي العام الذي تمت الصفقة بأمواله المهدرة، ممن تكون الوفد الرسمي وما هي صفاتهم الوظيفية وهل هم مؤهلون لمثل هذه الصفقات التي تحتاج لجوانب هندسية؟؟ بعدين هل سعر المستعمل زي سعر الجديد لنج؟؟ الإجابة بالتأكيد لا!! طيب فرق السعر راح وين؟؟ واللا نمشي أرض النخيل بدبي نشوف أسماء الفلل وساكنيها؟؟ هذا يا “سنادة” فساد وتبديد للمال العام لا يحتاج لدلائل أو براهين وكل الشواهد متوفرة والباشمهندس “سنادة” مالي يده وإلا ما تكلم بخشم مليان.
كلمة أعز
أعلم تماماً وأدرك رهق وتعب الإعداد التلفزيوني خاصة لبرمجة يفترض أن تكون جاذبة ودسمة كبرمجة العيد، لذلك يستحق كل من اجتهد وسعى حتى لو لم يدرك كامل النجاح من طواقم المعدين والمخرجين والمقدمين.. التحية على الجهد المبذول لكن هذا لا يمنع أن نجرد معهم غداً الحساب والحساب ولد!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية