الذكرى (41) لانقلاب حسن حسين!!
يصادق يوم غدٍ (الاثنين) الخامس من سبتمبر 2016م، انقلاب “حسن حسين” الذي وقع في العام 1975م، أي مضى (41) عاماً عليه، فـ”حسن حسين” عسكري لم يتأكد حتى الآن انضمامه إلى أي التيارات السياسية، ولمصلحة من قام بالانقلاب، فالبعض يصنفه حزب أمة وآخرين يصنفونه في خانة الحركة الإسلامية أو تابع للدكتور الراحل “حسن الترابي” أو الجهة القومية الإسلامية، ولكن الرجل يحمل أفكار إسلامي، خاصة وأنه طالب في بيانه بإغلاق (توتو كورة) وهي المراهنات التي كانت وقتها تقوم على مباريات كرة القدم، فمن تحصل على الفرق الرياضية الفائزة يكون أحد الفائزين. “حسن حسين” يقال إن انقلابه قام رجالة عسكرية، لأن تنفيذ الانقلاب تم في الصباح ولم يقم باعتقال قيادات النظام المايوي، فظن أن حركته بهذه الطريقة ستنجح حتى عندما ذهب إلى القيادة العامة، لم تكن لديه تغطية عسكرية، لذا شجاعته لم تتح له فرصة النجاة من الرصاصة التي أطلقها عليه أحد الملازمين ومنها تم اعتقاله.
فشل انقلاب “حسن حسين” 1975م، لسوء التخطيط وسوء الإعداد الجيد للانقلاب، ولذلك عاد النظام المايوي أكثر شراسة وقام بإعدام “حسن حسين” بعد المحاكمات العسكرية التي جرت، وأعدم عدد من الذين شاركوه الانقلاب، أمثال “عبد الرحمن شامي” والرائد “حامد فتح الله” والنقيب “محمد محمود التوم” والملازم “حماد الأحيمر” والملازم أول طيار “القاسم محمد هارون” إضافة إلى ستة عشر آخرين من الرتب العسكرية المختلفة.
الانقلابات العسكرية في السودان كانت سمة من سمات المؤسسات العسكرية، فكلما لاحظ عدد من منسوبيها أن الوضع السياسي لم يسر بالطريقة التي تضمن استقرار البلاد خاصة من الأحزاب السياسية والتي كانت معظم التغييرات التي حدثت في أنظمة الحكم ترجع لها، إلا أن “حسن حسين” كان في المؤسسة العسكرية، ولكن محسوب لبعض التنظيمات السياسية المختلفة. والانقلاب الذي قام به بالتأكيد لحزب سياسي رغم أن الأحزاب السياسية لم تعلن أن الانقلاب قام لمصلحتها، وهناك حديث دار وقتها عن مشاركة الأستاذ “بكري عديل”، ولكن لا أحد أكد الواقعة رغم اعتقال “بكري”، وقتها لم يوثق لكتابة تاريخ السودان وتاريخ الانقلابات العسكرية، من أجل المصلحة العامة، فالذين شاركوا في الانقلابات السابقة ما زالوا محتفظين بها، ولا أحد كشف كل المعلومات أو أهمها، فنحن وما لدينا من علاقات اجتماعية وصداقات، تأبى النفس أن تبيح بالأسرار خشية أن تكون تلك معلومات فيها ضرر للآخرين، ولذلك هناك العديد من المحاولات الانقلابية التي أحبطت وأخمدت في مهدها أو كشفت أو تمت محاكمة الذين قاموا بها، ولكن لا أحد يعلم كل المشاركين في تلك المحاولات ومن هو الرأس المدبر لها، ولماذا أحبطت أو كشفت، وما مصير الذين لم يتم كشفهم؟.. هناك قيادات في الأحزاب السياسية المختلفة على صلة بالمحاولات الفاشلة أو الناجحة، ولكن ما زالت كثير من المعلومات غائبة، فهل يتقدم الأحياء للإدلاء بشهادتهم للتاريخ عنها ؟.