ولنا رأي

أين الدراما السودانية؟!

رغم أن شهر رمضان شهر للعبادة وتقديم أعمال الخير، لكن في نفس الوقت يجد الصائمون فيه متعة للترويح عن النفس؛ ولذلك تتبارى القنوات الفضائية في تقديم أفضل ما عندها من برامج.. فهنالك من يحرصون على مشاهدة الفضائيات المصرية لما تقدم من مسلسلات تلامس ذوقهم وحياتهم، فبرع فيها الممثلون المصريون خاصة الكبار أمثال الفخراني وعادل إمام ونور الشرف ويسرا وعفاف شعيب، وكل المميزين من الممثلين الذين يعتبرون ممثلي شباك، وتظل الأعمال التي يقدمونها حاضرة في نفوس المشاهدين لعام كامل، هذا ما يميز الدراما المصرية التي تجتهد في تقديم أروع الأعمال وتصرف عليها الأموال الطائلة، وكذلك السوريون وهؤلاء هم المسيطرون على سوق الدراما في العالم العربي.
أما في السودان فلا أعتقد أن هناك دراما بالمعنى المفهوم، فكل ما يقدم  لا يخرج من دائرة العبط ، ولا أعتقد أن ما يُقدم صُرف عليه أو اجتُهد فيه، والحجة الوحيدة أو الشماعة الوحيدة التي نعلق عليها إخفاقاتنا هي الإمكانيات، والله لم يشدني لمشاهدة أدواره عدا الأستاذ الكبير مكي سنادة، فإن كان هناك ممثل واحد في السودان فهو الأستاذ مكي سنادة، أما في مجال الدراما غير المشاهدة بمعنى الدراما التي تقدمها الإذاعة فمن وجهة نظري فهي قمة في الأداء خاصة التي كتب لها السيناريو أفذاذ كتاب الدراما السودانية أمثال حمدنا الله عبد القادر وغيره من المميزين في كتابة النصوص الجيدة، أما الممثلون الذين نشاهدهم الآن فمن الأفضل أن يبحثوا لهم عن أعمال أخرى يأكلون منها العيش، أما التمثيل فهم بعيدون عنه تماماً ولا أدري كيف يتم اختيار الممثلين، وما هي الجهة التي تمنح شهادة تمثيل لهذا وذاك؟، فمعهد الموسيقى والدراما معهد معترف به، ولكن هل هذا المعهد يمنح أولئك شهادات ليكونوا ممثلين، مثلهم ومثل الممثلين الذين نشاهدهم في كل الفضائيات الآن، من الذي يشبه نور الشريف أو تامر حسني عندما دخل عالم التمثيل، أو نورا أو بوسي أو حتى الأجيال السابقة مثل فاتن حمامة أو عماد حمدي، أو الأجيال الصاعدة الآن من الممثلين الشباب، نحن ينقصنا النص وتنقصنا الوجوه التي تتعامل مع النص، أما في مجال الفن فكنت دائماً في رمضان أشاهد ولو جزءا قليلا مما تقدمه القنوات السودانية: الشروق، وأم درمان، والنيل الأزرق، ودائماً أركز على النيل الأزرق باعتبارها القناة ذات الدم الخفيف والتي تقدم مواد يرغبها المشاهدون.
بالصدفة وعلى يومين على التوالي شاهدت على النيل الأزرق سهرة تقدم من إحدى الصالات ، المظهر جميل، والمقدمون لا بأس بهم، ولكن المشكلة في اختيار الفنانين، لا أدري هل هؤلاء أرخص الفنانين أم أنهم يقدمون الوصلات مجاناً؟، شاهدت أحدهم وهو يؤدي أغنية للراحل عثمان حسين لا أدري ما هو موقف محبي وعاشقي فن الأستاذ عثمان حسين من هذا الفنان، لكن والله لو كان الفنان عثمان حسين حي لصعد خشبة المسرح بنفسه وأنزل هذا المغنواتي وطلب منه عدم أداء أي أغنية تخصه، وكذلك أغنية من أغاني الحقيبة، أما الفنان الآخر الذي حاول تخفيف دمه لدرجة الشربات عليه أن يبحث عن مهنة أخرى غير الغناء، أما الدكتور الذي حاول أن يقلد إبراهيم عوض فنقول له عليك بجراحة التجميل، أما الفن فله أهله، كما للطب أهله، فارحمونا يرحمكم الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية