شوارع لها تاريخ بأم درمان!!
في كل دولة تجد أسواقاً وشوارع يقصدها الزوار أو المواطنون الذين يقطنون البلد نفسها، ففي المملكة العربية السعودية تجد سوق الندى، وفي قطر سوق واقف، وفي الخرطوم سوق سعد قشرة أو سوق ليبيا أو سوق الشمس، كما كان يطلق عليه في وقت سابق وهو أحد الشوارع بسوق أم درمان وأقرب إلى سوق النسوان أو سوق الطواقي.. فالمواطن دائماً تجده مغرماً بتلك الأسواق.. لأن ما يباع فيها أرخص من الأسواق الأخرى، فالآن سوق الشمس في أم درمان مثل أسواق شارع الجمهورية أو شارع عدلي بالقاهرة، أو شارع (26) يوليو وسوق العتبة أو الموسكي.
في أم درمان كان شارع الدكاترة من أشهر الشوارع فهو يضم العديد من الأسماء في مجال الطب الدكتور “فؤاد عبده” والدكتور “الباقر إبراهيم” والدكتور “الهادي أحمد الشيخ” اختصاصي العيون، ومن المشاهير في هذا الشارع الدكتور “عمر محمود” الأديب والشاعر، والدكتور “علي أبو بكر” اختصاصي النساء والتوليد، والدكتور “كمال شريف” والدكتور “صلاح الشيخ” والعديد من المشاهير في مجال الطب بهذا الشارع العريق، ولكن تحول هذا الشارع من شارع الدكاترة إلى شارع البوتيكات.
عدد من عيادات الأطباء تم هدها وتحولت إلى محال لبيع الأحذية والقمصان والنظارات والإكسسوارات، وربما يتم قريباً طمس اسم الشارع فيذهب الأطباء إلى مواقع أخرى، وتحتل البوتيكات محل العيادات، فشارع الدكاترة رغم شهرته، ولكن ما زال الناس يذكرون الطرماج الذي يبدأ من المحطة الوسطى حتى نهايته في أبي روف، قدلة يا مولاي حافي حالق بالطريق الشاقيه الترام أو الطرماج، فالشارع يعج بالمشاهير والمحلات التي جعلته من أميز الشوارع مثل “مكي ود عروسة” وهو من أشهر المحلات في الشارع، ثم جاء من بعده “عبده اليماني” وهو من الشخصيات اليمنية التي سكنت المنطقة، وهناك العديد من المشاهير لاعبي كرة القدم والأندية الرياضية والخلاوى، ولكن يظل اسم شارع الدكاترة من أشهر الأسماء التي حملها الشارع وسيظل الاسم باقياً حتى لو تحول كل الشارع إلى محلات تجارية وبوتيكات.
وشارع الدكاترة واحد من الشوارع الأشهر، ولكن شارع كرري يعد أيضاً من الشوارع المشهورة بسوق أم درمان، فالشارع تحول الآن إلى محلات للأجهزة الكهربائية بعد أن كان أشهر محل للعجلات والثلج والحلاقين، تمدد الشارع وأصبح أشهر أماكن بيع الأجهزة الكهربائية، ثلاجات بوتاجازات غسالات.. وستستمر حركة التغيير في الشوارع الأشهر بسوق أم درمان حتى سوق الخيش تحول إلى أماكن لبيع الفول والطعمية فطمست هوية الشارع تماماً وتبقى سوق الجلود والله يستر عليه.