(الأيام) و(ألوان) مدارس صحيفة رائدة!!
توجد العديد من المدارس الصحفية سواء داخل السودان أو خارجه، فهناك من يقول هؤلاء من مدرسة (الأهرام المصرية) أو (الأخبار)، أو مدرسة (روز اليوسف)، وهي مدارس تقدم عدداً من الصحفيين المميزين للمجتمع، ونحن في السودان لسنا أقل من تلك المدارس، فما زالت مدرسة (الأيام) باقية في سوق العمل الصحفي إن كانت الأيام منذ تأسيسها في العام 1953م، أو الأيام بعد التأميم 1971م، وآلت أصولها إلى الدولة وأصبحت صحيفة يتم تعيين المحررين من الذين ترضى عنهم الدولة، وكذلك رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات، وعلى الرغم من أن تلك المدرسة الصحفية المميزة التي قدمت إلى سوق العمل بالداخل صحفيين مميزين أمثال الأستاذ “أحمد البلال الطيب” الذي أصبح له مدرسة خاصة، والراحل “حسن ساتي” و”مصطفى أبو العزائم” و”نجيب نور الدين” و”عثمان عابدين” و”محيي الدين تيتاوي” و”هاشم كرار” وهؤلاء مع آخرين كانوا بعد التأميم أي إبان حقبة الحكم المايوي، ولكن ظلوا أصحاب أقلام طاهرة ونقية لها تأثيرها الصحفي، وهناك بعض الصحفيين الذين هاجروا قبل النظام المايوي أو بعد المجازر الصحفية التي حدثت خاصة بصحيفة الأيام، فهاجر البعض إلى الدول العربية ومنهم إلى أوروبا، فهناك “الطيب شبشة” و”كمال حسن بخيت” وغيرهما من الأقلام، ولكن تظل (الأيام) مدرسة صحفية مميزة ما زال خريجوها يعملون في الصحف بالداخل أو بالوطن العربي.
أما المدرسة الثانية وهي واحدة أيضاً من المدارس الفريدة مدرسة (ألوان) للأستاذ “حسين خوجلي” الذي أسسها تقريباً في العام 1984م، وتم إيقافها ثم عادت مرة أخرى بعد انتفاضة رجب أبريل 1985م، بأمر من المحكمة.. وكان الأستاذ “محمد الحسن الأمين” هو المستشار أو المحامي الذي أعادها إلى الوجود.
فـ(ألوان) مدرسة قائمة بذاتها ويرجع الفضل في ذلك إلى الأستاذ الأديب والمثقف “حسين خوجلي” فهي مؤسسة خاصة، ولكن حينما تدخلها تعتقد أنها مؤسسة عامة لأن كل الصحفيين الذين يعملون بها يحسون بالانتماء إليها وليس لشخص واحد، ولذلك أصبحت صحيفة الجميع وخرجت (ألوان) عدداً كبيراً من الصحفيين، الآن أسماء لامعة في سماء الصحافة السودانية، كان من بينهم الأستاذ “أمين حسن عمر” و”محمد عوض البارودي” و”سليمان عبد التواب” و”يوسف عبد المنان” و”الهندي عز الدين” و”محمد عبد الوهاب” وحتى عندما أعادها الأستاذ “حسين”عمل بها الزملاء وكانوا ضمن طاقم صحيفة السودان الحديث “محمد الطيب” و”هدية علي” و”رقية أبو شوك” و”زكريا حامد” وانضم لها ككاتب الأستاذ “محجوب فضل بدري” وفي وقت لاحق الأستاذ “عبد المحمود نور الدائم الكرنكي” و”ود الشريف” هما من أوفى الزملاء للأستاذ “حسين خوجلي” ولــ (ألوان)، فإذا غادر معظم الصحفيين منها فهم باقون وما زالوا يقدمون خدمتهم الصحفية عبرها وما يميز (ألوان) أن الأستاذ “حسين” ترك للصحفيين حرية العمل بدون قيود أو تدخل في المواد التي يقدمونها وهذا سر نجاح (ألوان) وبقائها.
وسيأتي اليوم الذي سوف يتحدث فيه الإخوة الصحفيون عن صحفية المجهر وأنها مدرسة من المدارس الصحفية القائمة بذاتها وسيكون لها دور رائد في مجال العمل الصحفي.