هؤلاء الثلاثة لن يجيبوها للبر!!
على الرغم من التفاؤل الذي اعتلى جبين المتضررين من الحرب أولاً في جبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق وباقي المواطنين من أهل السودان الذين ينشدون الأمن والسلام والاستقرار، إلا أن سحب الخلاف وغيومه ما زالت موجودة. فالاتفاق أو التوقيع على خارطة الطريق جاء بضغوط من المجتمع الدولي ومن الوسيط الأفريقي، ولذلك ناس الحركات المسلحة وقطاع الشمال الثالوث “ياسر عرمان” و”عبد العزيز الحلو” و”مالك عقار” هذا الثالوث غير راغب في عملية السلام ولا وقف إطلاق النار، والسبب ببساطة أن هؤلاء الثالوث مستفيدون من الوضع الحالي، فإذا ما تم الاستقرار فمصالحهم سوف تتضرر، فالسفر اليومي والنوم في فنادق خمس نجوم ومبالغ مالية من هنا وهناك وحياة رغدة مالهم ومال العيش في السودان وبمشاكله المتعددة. فالثالوث مهما وصل الناس لاتفاق لا بد أن يجدوا ثغرة لفركشة هذا الاتفاق، فقد عاشوا داخل السودان وحكموا ولكن ماذا فعلوا تآمروا على الجميع وخرجوا من جديد ليس لمصلحة أبناء مناطقهم المغلوبين على أمرهم ولا مساعدة النساء والأطفال والعجزة في العيش الكريم، ولا المساعدة في بناء المدارس لعودة طلبة المدارس إليها ولا بناء المستشفيات لإنقاذ الحالات التي تموت يومياً بسبب الأمراض المنتشرة والمتفشية.
إن الثالوث لن يرضى باستقرار هذا الوطن طالما يحملون أجندة خارجية ويريدون تنفيذها بأية طريقة من الطرق، ولذلك التوقيع لن يضمن لهم التنفيذ بطيب خاطر لذا سيحاولون البحث عن أي مشاكل لنسف الاتفاق، كما سبق أن نسف في وقت مضى وعادت الحرب من جديد في تلك المناطق التي يدعون أنها مناطقهم.
إن مشكلة السودان ليست في المطامع الغربية ولا في إسرائيل ولا في أمريكا ولكن المشكلة تكمن في أبناء هذا الوطن الغائبين أو المغيبين عن مصلحته ومصلحة شعبه، إن الذين يدعون أنهم أوصياء على هذا الوطن ينبغي أن يعملوا على أمنه واستقراره بدلاً من تلك الصراعات والأزمات المتكررة والمتجددة فيما بينهم. فالوطن وطن الجميع ولا أحد وصي على الآخر، فإذا كان الشعب صامتاً فليس هذا أن أولئك متروك لهم الحبل على الغارب يبيعون ويشترون فيه، لقد نفد صبر هذا الشعب الذي ظل لعقود سواء كان الآن أو من الحكومات السابقة، ظل هذا الشعب ينتظر كل يوم الفرج للعيش في سلام وأمن واستقرار، ولكن في كل صباح يتأكد لهذا الشعب أن هناك من لهم مصالح في تلك الصراعات والأزمات، فهم يعيشون حياة الدعة والراحة والشعب يعيش الكفاف من العيش، كل صباح جديد أزمات الشعب متجددة.. أكل، شراب، مصاريف مدارس، علاج، ودولار متصاعد وهؤلاء لا يدرون ماذا حل بهذا الشعب المسكين، يعيشون في صراعاتهم وخلافاتهم التي لن تنتهي أبداً ما لم يحققوا مصالحهم الشخصية، وليس مصالح هذه الأمة الصابرة. لقد قتل الثالوث الفرحة في قلوب أولئك البسطاء من أبناء شعب بلادي، فماذا يريدون بعد ذلك ولمصلحة من تجدد الحرب؟!