اللهم لا شماتة يا "أبرسي"!!
رجل الأعمال “علي أبرسي” وبعد أن طالب الحكومة برفع سعر أسطوانة الغاز من أكثر من (20) جنيهاً إلى (90) مدعياً بأن هذا سعرها الحقيقي، وطالبها بفتح الاستيراد في تلك السلعة، وبعد مساعي ناس “أبرسي” استجابت الحكومة لهم وضربت بالمواطن عرض الحائط طالما أولئك التجار الذين مصوا دم الشعب السوداني قد وضعوا رأسهم مع الحكومة واقتسموا تلك الزيادات بينهم. لكن كما يقول المثل (على نفسها جنت براقش)، جاء “علي أبرسي” ليقول إن الحكومة تشتغل في البزنس وإنها تحارب القطاع الخاص، وقال إن الحكومة مقلبتنا بدخولها في تجارة الغاز، وإن الحكومة بعد زيادة أسعار الغاز لم يتمكن ولا تاجر واحد من استيراد أسطوانة واحدة.. هذا يعني يا عمنا “أبرسي” أنتم والحكومة كنتم بتلعبوا بالمواطن، والزيادات والتضريبات التي قمتم بها وقلتم إن الأسطوانة تكلف ستة أو خمسة دولارات كلها كانت فشنك، وبعد أن قمتم بكل شيء الحكومة رفعت أسعار الغاز استجابة لمطالبكم على حساب المواطن المسكين، بعد أن تأكد للحكومة أن كميات الغاز الموجودة بالبلاد تكفي وتفيض، وبمجرد استجابتها لكم اختفت كل صفوف الغاز من الميادين وتوفرت السلعة في كل الأماكن، عكس ما كنتم ستقولون به لو لم تزد الحكومة أسعار الغاز، ولن تتمكن أية أسرة من الحصول عليه.
الآن يا “أبرسي” جيت تبكي بعد أن منحت الحكومة شرعية الزيادة وتقول الحكومة تعمل في البزنس ومقلبتنا، أنتم مقلبتم البسطاء والمساكين من الشعب السوداني لتغنوا وتزيد أموالكم بالداخل والخارج، فلماذا تبكون الآن عشان الحكومة مقلبتكم، طيب ماذا يقول المواطن ولمن يشتكي بعدما اتحدتم أنتم والحكومة عليه.. لقد كانت سلعة الغاز من أرخص السلع بعد أن تم اكتشاف البترول وخرجت هذه السلعة ولم تجد الحكومة مواعين لحفظها فكانت تحرق في الهواء رغم أن سعر الأسطوانة لم يتجاوز الـ(9) جنيهات، فارتفع إلى (11) جنيهاً ثم إلى (16) جنيهاً، إلى أن جاءت الطامة الكبرى بزيادة سعره عشرات المرات، فاكتوى المواطن بهذه الزيادة الفلكية التي لم تراعوا فيها معاناته في الحصول على السلعة، وعلى المال الذي يتحصل به عليها، قمتم بنسج أوهام بهذه الزيادة الكبيرة التي لم يتوقعها أحد، ولا البرلمان نفسه كان يتوقع هذه الزيادة الخرافية، ولكن استجابة لتضريباتكم يا “أبرسي” اقتنعت الحكومة بأن السعر الحقيقي لهذه السلعة هو ما قدمتموه، وعلى ضوء ذلك خرجت أسطوانات الغاز المكدسة، وانتهت الأزمة في ثوانٍ ودخلت جيوب المكدسين مليارات الجنيهات خلال تلك الثواني بين إعلان الزيادة.. فلماذا تبكي يا “أبرسي” على مقلب الحكومة لكم طالما أنتم مقلبتم كل الشعب؟!