ما بين صحافة مايو والإنقاذ (18)
نواصل حديثنا عن صحافة مايو والإنقاذ الذي انقطع فترة من الزمن ببعض الموضوعات التي كانت تحتاج إلى تعليق وقتي، فنذكر أن الإنقاذ حينما جاءت وأوقفت كل الصحف السياسية وكلها كانت صحفاً خاصة ما عدا صحيفة القوات المسلحة التي كانت لسان حال القوات المسلحة، وحتى لا يحدث فراغ صحفي عملت صحيفة القوات المسلحة وقتها كبديل للصحف السياسية الموقوفة، فلعبت دوراً مهماً في تثبيت أركان النظام من خلال الأخبار والتقارير، فبعد أن كانت تصدر أسبوعياً أظنها بدأت تصدر يومياً وكان يرأس تحريرها وقتها الدكتور “قلندر” و”محمود جمال” وكان من بين الصحفيين الذين عملوا فيها وهم يحملون رتباً مختلفة، أما عمداء أو رواد أو نقباء أو في صف الجنود، وكانوا زملاء عملنا معهم في التغطيات إبان الديمقراطية الثالثة أمثال “مكي محمد مكي” الآن دكتور “مكي” بجامعة نهر النيل، والرائد أو اللواء “عوض الله سليمان” و”يوسف عبد المنان” و”هاشم مداوي” الآن السفير “هاشم مداوي” و”عثمان الهادي” و”عبد السلام حمزة” و”الحلاوي” و”عبد الوهاب نايل” و”سيف اليزل بابكر” و”عامر حسن التوم” و” والمصمم “سيد” والمقدم “حميدة” والمقدم “عبد الغني الطاهر”، وكان يرأس مجلس إدارة الصحيفة وقتها اللواء “محمد عثمان مالك.
صحيفة القوات المسلحة رغم أنها كانت تصدر وتوزع داخلياً لمكاتب المسؤولين، إلا أنها خرجت إلى السوق لسد الفراغ في الصحافة السياسية، واستطاعت أن تغطي كثيراً من الجوانب، ولكن نعلم أنها لن تكون مثل الصحف السياسية الأخرى خاصة عملية النقد والتوجيه، ولكنها قامت بدورها كاملاً.
إن صحفيي القوات المسلحة الآن أصبحوا قامات في مجال الصحافة السودانية، فمنهم من طور نفسه تطوراً كبيراً مثل الأستاذ “يوسف عبد المنان” والأخ “مكي” الذي حصل على درجة الدكتوراة وأصبح من أساتذة الإعلام المعروفين والأخ “سيف اليزل” أصبح من كبار المراسلين لوكالات الأنباء العالمية، والأخ “هاشم مداوي” الذي أصبح سفيراً الآن، وحجز البعض منهم مكانته في المجتمع، فالأخ “عوض سليمان” أحد ركائز الإعلام المتحركين في مجالات مختلفة.
صحيفة القوات المسلحة بعد أن أصدرت الحكومة وقتها قراراً بإصدار صحيفتين على شاكلة الأيام والصحافة، أنشأت صحيفة الإنقاذ وتولى رئاستها الدكتور “محيي الدين تيتاوي” و(السودان الحديث) ورأس تحريرها الأستاذ “محمد سعيد معروف” رحمة الله عليه، ولكن الصراع وقتها استفحل بين القيادات الصحفية الراحل “محمد طه محمد أحمد” و”تيتاوي” وآخرين مما أدى إلى تغيير القيادة الصحفية، فجاء الأستاذ “موسى يعقوب” رئيساً لتحرير صحيفة الإنقاذ، والأستاذ “النجيب آدم قمر الدين” للسودان الحديث، وظل الصراع مستمراً في صحافة الإنقاذ وحتى يومنا هذا.