ولنا رأي

قولوا بدينا ثلاثة بلاغات في يوم!!

لأول مرة أمثل أمام نيابة الصحافة في ثلاثة بلاغات في يوم واحد، ونحن ما زلنا في الأسبوع الأول من شهر رمضان الذي أوله رحمه.. ثلاثة بلاغات فُتحت على صحيفة المجهر من مولانا عبد الدائم زمراوي وكيل وزارة العدل السابق، وبلاغ من مستشفى فضيل، وبلاغ من اللجنة الشعبية بالثورة الحارة الأولى كل البلاغات متعلقة بإشانة السمعة.
مثلت أمام المتحري خفيف الدم والروح صابر، في بلاغي زمراوي ومستشفى فضيل، كانت في منتهى الاحترام مع صاحبة الجلالة أخذ أقوالي كلمة كلمة باعتباري رئيس التحرير، فقلت ما قلت عن مهمتي كرئيس تحرير مسؤول عن النشر، والصحافة ليست إشانة سمعة الناس، أو المؤسسات أو أي جهة ما، وإنما تعمل على تنوير وتثقيف الشعب وتسليط الضوء على المناطق التي تحتاج إلى المعالجات إذا كان هنالك خلل وحتى يرى المسؤولون ما تعكسه الصحافة لتتمكن من وضع العلاج الناجع ومحاسبة من يحتاج إلى المحاسبة إذا كانت هناك قضايا تستحق فعلاً العقاب، نحن لسنا سيفاً مسلطاً لعقاب الآخرين، ولسنا نستهدف أحداً بقدر ما يملي علينا الضمير أن نؤدي واجبنا المهني، وهناك مساحات للرد تتيح للمتضرر أن يرد لتوضيح الحقائق طالما القضايا قضايا نشر.
أذكر في صحيفة الأنباء كانت كل المواضيع باردة وجادة أكثر من اللازمة ولذلك كان الإقبال عليها ضعيفاً فقال أخونا محفوظ عابدين ربنا يطراه بالخير قال الصحيفة (المابتهو هو) ما في قاريء بلتفت ليها (وهوهوة) محفوظ معناها أن تنشر قضايا ساخنة تحدث حراكاً في المجتمع وتلفت انتباه الناس ليها ولكن القائمين على الأمر يبدو أن المثول أمام النيابات كثيراً لم يشجعهم على تمرير المواضيع الساخنة فاكتفوا بالبارد حتى توسدت الأنباء الباردة.
وأذكر أيضاً عندما كنت رئيساً لقسم التحقيقات بنفس الصحيفة قدمت لي الزميلة زليخة عبد الرازق تحقيق عن الشمام والآثار السالبة والأضرار التي يحدثها لبعض الناس فتشجعت لنشر التحقيق ووضعت له خطوطاً نارية، والسبب أنني قبل يوم من عرض التحقيق عليَّ أصبت بالآلام حادة كانت نتيجة لتناولي قطعاً من الشمام، فظننت أن كل الشمام يحدث مثل تلك الآلام، وفي اليوم التالي جاء اثنين من منسوبي الأمن الاقتصادي إلى الصحيفة مطالبين بالزميلة زليخة لأنها نشرت الموضوع الذي أضر بسمعة بعض الجهات التي تتعامل في تسويق الشمام، جاءتني خائفة هدأت من روعها وقلت لها هذا الأمر يفترض أن يتولاه رئيس التحرير ولكن رئيس التحرير آنذاك رفض، وطالب بأن تذهب الزميلة زليخة مع ناس الأمن الاقتصادي، فدخلت على شيخ يس عمر الإمام ووقتها كان رئيس مجلس الإدارة فشرحت له موضوع الشمام وناس الأمن الاقتصادي، فقال لي يا مغفل أنت ما عارف نحن بنصدر الشمام، و طلب مني أن أخبر رئيس التحرير أن يتولى الأمر بنفسه وعليه أن يذهب للإدلاء بإفاداته عن الموضوع.
إن مهمة رئيس التحرير في قضايا النشر ينبغي أن تعدل، صحيح يجب أن يطلع رئيس التحرير على كل ما يُكتب ولكن هناك استحالة أن يطلع رئيس التحرير على كل ما يُكتب لأن هناك اجتماعات ولقاءات خارجية ولقاءات داخلية وقضايا كثيرة محتاجة للمتابعة فعندما تأتي الخامسة أو السادسة يكاد رأس رئيس التحرير أن ينفجر من كثرة الكلام والاستماع إلى كثير من القراء وغيرهم بالإضافة إلى المكالمات الهاتفية المتعددة.. لا ندري إذا كان أول رمضان رحمة استقبلنا فيه ثلاثة بلاغات لا ندري كم ستكون في أوسطه وآخره الذي نأمل أن يكون عتقاً من النار المتحري حامد شمس المعارف لم يقل عن المتحري صابر في الأدب والاحترام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية