هل ينجح "مبارك الفاضل" في توحيد حزب الأمة؟!
يسعى السيد “مبارك عبد الله الفاضل” إلى جمع ولمّ شمل حزب الأمة بفصائله المختلفة من خلال الهيئة التي كونت وعقدت أمس الأول آخر جلساتها بدار خليفة المهدي بأم درمان.. ولكن هل هنالك استجابة من أحزاب الأمة المختلفة لهذا النداء المباركي؟ هل الإمام “الصادق المهدي” وهو في مقر إقامته بالقاهرة راضٍ عن هذه الهيئة وعن رئيسها السيد “مبارك”؟ هل الدكتور “الصادق الهادي” رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية على علم بذلك وهل هو راضٍ عنها؟ هل الدكتور “أحمد بابكر نهار” رئيس حزب الأمة الفيدرالي على علم بهذا اللقاء؟ وهل “بابكر دقنة” رئيس حزب الأمة المتحد و”مسار” وغير ذلك من أحزاب الأمة على علم بهذه الخطوة التي يقوم بها السيد “مبارك” لتوحيد هذا الحزب؟ أم أن رؤساء تلك الأحزاب أصبحوا في حل تماماً عن حزب الأمة القومي وأصبحت لهم أحزابهم ومصالحهم مع الإنقاذ فلن يرضوا بأن يكونوا تابعين؟!
خطوة السيد “مبارك” ممتازة، وسيد “مبارك” في ظني من القيادات التي لها وزنها داخل الحزب لو لم يستعجل قيادة الحزب، وهذا ما أثار حفيظة الإمام “الصادق المهدي” فلن يتنازل عن الرئاسة لأي شخص مهما كان، حتى لو كان ابنه مساعد رئيس الجمهورية اللواء “عبد الرحمن”.. إن الإمام “الصادق” يعتقد أنه بنى هذا الحزب وضحى من أجله ودخل السجون وتعرض لأنواع من التعذيب النفسي في سبيله، فلن يتنازل عنه أبداً لـ”مبارك” أو لغيره، لكن سيد “مبارك” يعتقد أنه الأولى بقيادة الحزب في المرحلة القادمة، ولا بد للسيد “الصادق” أن يتنازل عن العرش بسهولة ويسر أو بطريقة سلسة كما وصفها سيد “مبارك”.
إن حزب الأمة ماركة مسجلة للإمام “الصادق” وإن أراد سيد “مبارك” أن يتولى العرش من بعده فلا بد أن يخلق علاقة حميمة مع السيد الإمام وأبنائه وبقية الأنصار وحزب الأمة، و”مبارك” لا أحد ينكر أنه من آل البيت، فالكل يجله ويبجله، ويكفي أن الأنصار ومنسوبي حزب الأمة هم من فوزوه في الديمقراطية الثالثة، وكان أول المرشحين الذين أعلنوا، لذلك ما زال الوقت في مصلحة “مبارك” لخلق علاقة وطيدة مع منسوبي الحزب أن يزورهم وأن يقف إلى جانبهم في أفراحهم وأتراحهم، و”مبارك” شخصية تتوفر فيها كل عناصر القيادة وحزب الأمة في حاجة إلى شخص يشبهه، ولكن هذه القيادة لن تأتي والناس عنك غير راضين، لا بد أن ترضى عنك القاعدة لأن الأنصار إن أحبوا أحداً منحوه ما يملكون، وإن كرهوه نزعوا عنه كل شيء مهما كان. وأبناء “المهدي” لهم مكان ومعزة خاصة، وأنت أحد أحفاده، فتروَ لتكسب هذه القاعدة، فلا “نهار” ولا “مسار” ولا “دقنة” يستطيعون أن يتغلغلوا في نفوس الأنصار مثلك، فلا تستعجل وابن علاقة حسنة مع الإمام “الصادق” وأبنائه ليدين لك حكم حزب الأمة من بعد.