ولنا رأي

ما بين احتياجات الآباء وتحذيرات وزارة التربية!

حذرت وزارة التربية والتعليم بعدم فرض أي رسوم دراسية على طلبة مدرسة الأساس وإذا قلنا إن قرار أو تحذير الوزارة صاح، فما هو البديل لمعالجة مشكلة المدارس هل يحق لمجلس الآباء الحصول على المال من أي جهات أخرى لتغطية العملية التعليمية، وهل هناك جهات ترضى بتقديم الدعم والمساعدة لكل المدارس التي يتجاوز عددها في محلية واحدة الثلاثمائة مدرسة، وكم نصيب تلك المدارس؟ وهل المحليات لها مال لتقدمه لكل مدارس الولاية؟ إن العملية التعليمية مكلفة في هذه الظروف وليس باستطاعة مديري المدارس تقديم خدمة تعليمية بدون أن تكون هناك مساهمة من أولياء الأمور، وليس تحديد المبلغ ولكن بالإمكان الاتفاق على حل وسط.. أولاً ألا يرهق المبلغ المتفق عليه الأسرة بمعنى أن يقدم كل أب أو أسرة ما باستطاعتها حتى يتمكن التلاميذ من التحصيل الدراسي في بيئة سليمة ومعافاة.. فالناظر إلى معظم مدارس الأساس يستطيع أن يفرق بينها من السور الخارجي قبل أن يدخل إلى مبانيها.. فهناك مدارس ينبغي على وزير التربية والجهات المسئولة بالعملية التعليمية زيارتها دون علم المسئولين بالمدرسة، ليتأكدوا هل حقيقة هذه مدرسة يقدم فيها العلم وهل هذه المدرسة يمكنها أن تخرج لنا أجيالاً يحملون راية البناء والتعمير والرفعة، أما المدراس الأخرى التي وهب أساتذتها ومديروها أنفسهم ونذروها من أجل أن يتعلم أولئك التلاميذ في بيئة حالمة وحاولوا من خلال التبرعات والمساعدات التي تقدم لهم أن يخلقوا بين بيئة تعليمية تشرف التلاميذ قبل الأساتذة وقبل الآباء لذا فإن الرسوم البسيطة التي تفرض على التلاميذ أو على أولياء الأمور تصب في مصلحة التلميذ ولن يستفيد منها المدير أو الأستاذ أو الخفير.
إن من واجب وزارة التربية أن تهيئ المدارس كما كان معمولاً به في ستينيات القرن الماضي ولكن ستينيات القرن الماضي كم كان عدد المدارس الحكومية؟ وكم كان عدد التلاميذ آنذاك؟ مقارنة بآلاف من المدارس الحكومية الآن فهل تستطيع الوزارة بمفردها أن تلبي حاجة تلك المدارس من الكتب والكراسات والكهرباء.. وتطور التعليم ودخل الحاسوب، فكلها في حاجة إلى المال وإلا فسوف نخرج أجيالاً فاشلة وعاجزة عن النهوض بالوطن.. نحن نحتاج إلى تخريج تلاميذ قادرين على حمل مشعل التعليم الوضئ، محتاجين إلى متعلمين وليس أنصاف متعلمين. نحن نعلم أن الظروف الاقتصادية الطاحنة أثرت على الجميع ولا أحد يستطيع أن يقول أنا مائة بالمائة، ولكن من أجل أبنائه لا بد أن يقف مع أسرة المدرسة بالقدر المستطاع حتى تصل العملية التعليمية إلى غاياتها بدلاً عن الاعتراضات والاحتجاجات التي تشبط الهمم فهناك من يتفهم دور المعلم والمدرسة ودور العملية التعليمية كاملة فماذا يعني لو  أنفق هذا الأب النذر البسيط من ماله من أجل هذا التلميذ الذي سيكون أمله في المستقبل.. نحن لسنا ضد الآباء ولا ننحاز الانحياز مع المدارس ولكن لأننا نتفهم طبيعة المعلم الذي يفترض أن ينصب جهده في توصيل المادة للتلميذ ولكن كيف يعمل على توصيل المادة وهناك كثير من القصور يراه أمامه.. لذا نناشد الجميع أن يقفوا مع مدارسهم من أجل أبنائهم لأن وزارة التربية تتحدث وهي بعيدة عن الملعب فلو دخلت الملعب لرأت الحقيقة قبل أن تصدر تحذيراتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية