ولنا رأي

"الترابي" لا يعلم بـ(ترحيل الفلاشا) معقول؟!!

قال الدكتور الراحل “حسن عبد الله الترابي” مؤسس حركة الأخوان المسلمين في السودان في شهادته على العصر مع المذيع “أحمد منصور” بقناة الجزيرة، إنه لم يسمع بترحيل (اليهود الفلاشا) من السودان إلا بعد سقوط النظام المايوي، ولكن “أحمد منصور” قال له ولكن وقتها كنت وزير العدل والنائب العام في النظام المايوي، ولم يكن رجلاً عادياً أو وزيراً عادياً، ولكن دكتور “الترابي” أكد مجدداً عدم علمه بترحيل (اليهود الفلاشا)، وقال إن النظام المايوي يغيب دائماً أي شخص حتى الوزراء لا يعلمون شيئاً عن بعض الوقائع، تعجبت أن يكون الدكتور “الترابي” لا علم له بترحيل (الفلاشا)، فأنا الصحفي البسيط علمت بترحيل (الفلاشا) عندما كنت في زيارة مع معتمد اللاجئين الراحل السفير “عبد الماجد بشير الأحمدي” إلى شرق السودان معسكرات اللاجئين بكسلا بـ”ود شريفي” و”ود الحليو” بهدف تفقد اللاجئين الأثيوبيين الذين تدفقوا على شرق السودان بكميات كبيرة عندما ضربت المجاعة مناطقهم، ووقتها كنا أيضاً في رفقة وزير الداخلية السابق رحمة الله عليه “علي يس”.
في مساء اليوم الثاني أو الثالث للزيارة تقريباً ونحن في قصر الضيافة بكسلا، استمعت إلى إذاعة الـ(B.B.C) وجاء في صدر أخبارها ترحيل (اليهود الفلاشا) من السودان، ذهبت إلى السفير “الأحمدي” وذكرت له أن (B.B.C) أعلنت عن ترحيل حبش من السودان إلى إسرائيل، كذب الخبر وقتها ولم يعر حديثي أي اهتمام رغم أنه يمتلك كل المعلومات عن (ترحيل الفلاشا) من السودان، خاصة وأنه كان كثير السفر إلى “جنيف”، وعندما سقط النظام المايوي وفتح التحقيق في (ترحيل الفلاشا)، وشكلت المحكمة التي رأسها وقتها القاضي “عبد الرحمن عبده عبد الرحمن” كان السفير “الأحمدي” ضمن الشهود وقدم شريطاً عن عملية الترحيل، ولذلك لا أعرف لماذا لم تكن للراحل “الترابي” معلومات عن تلك العملية الخطيرة حتى سقوط النظام المايوي، ولا أدري أين كانت الجبهة الإسلامية القومية، وهل يعقل أن تغيب عنها معلومات مهمة بهذا الشكل خاصة وأن وزراء الحركة الإسلامية أو الجبهة الإسلامية داخل النظام المايوي، كانوا يعلمون بكل صغيرة وكبيرة عما يجري في السودان حتى داخل النظام المايوي، فالمعلومات لديهم متوفرة وكل قيادات الإسلاميين يمتلكون المعلومات، ويجري تنوير لهم، وقالها لي أحد القيادات رحمة الله عليه، قال لي نحن نقوم بتنوير قياداتنا بكل ما يجري في الساحة السياسية بالداخل والخارج، ولا تغيب عنا أية معلومات. لا أدري هل الراحل “الترابي” لا يريد أن يبوح بأي أسرار عن تلك العملية، وقد تم التسجيل معه قبل الوفاة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية