ولنا رأي

أهلاً رمضان..!!

حلّ علينا الشهر الفضيل شهر البركة والغفران.. شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النيران.. شهر تُصفّد فيه الشياطين، تكثر فيه أعمال الخير والأعمال الصالحة، والتصدق على الفقراء والمساكين. شهر لابد أن يراجع فيه الإنسان نفسه أين هي، وأين تقف؟ هل فكر الإنسان أن يقلع عن كل العادات الضارة، وما أكثرها، من كذب ونفاق، وممارسات لسلوكيات ضارة. هل فكر الإنسان أن يقلع عنها، وقلبه مطمئن بالإيمان بدلاً عن وساوس الشيطان الذي يزين له كل مفسدة ويدعه غارقاً في ذنوبه؟!. يقال إن الناس إذا ماتوا انتبهوا. فالإنسان دائماً غارق في ملذات الدنيا ونعيمها، ناسياً أن قلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن، لذا يقال إن الموت خير واعظ للبشر، فلا بد أن يلتفت الإنسان إلى حياته ويراجعها يومياً قبل أن تأتيه المنية، وهو لا يدري أي عمل قام به حتى ينفعه في آخرته.. لذا، فقد جاء هذا الشهر العظيم ليلتفت المرء إلى حياته، وليحس بألم الفقراء، وحرمانهم من الأكل والشرب، وليجعل من هذا الشهر بداية لمراجعة أعمال السنة الماضية. شهر رمضان فيه متعة روحية من عبادة ودعاء تصدق على المحتاجين، ولكن البعض اتخذ من هذا الشهر مناسبة ليست روحية، وإنما ترفيهية، يمارسون فيها عقب الإفطار وحتى الساعات الأولى من الصباح عادات لا تصب في جني ثمار هذا الشهر العظيم، صحيح الإنسان محتاج إلى الترويح عن النفس، ولكن يجب ألا يكون الترويح على حساب فضائل هذا الشهر المبارك.
شهر رمضان شهر للتسامح بين الناس، ولكن لا ندري لماذا تضيق (الخلق) في هذا الشهر، يفترض أن يسامح الأخ أخاه في الصغائر والكبائر.. فنلاحظ أن أصوات الناس تعلو، خاصة عند سائقي السيارات، إن كانت عامة أو خاصة. فالمرء لا يغفر لأخيه الذي تخطاه أو ارتكب مخالفة صغيرة لا تستدعي النزول من السيارة، ورفع الصوت بتلك الصورة، بل ربما تصل إلى التشابك بالأيدي.. فهذا شهر الغفران، وليس شهر ارتكاب السيئات والذنوب.. فالأخطاء الصغيرة يمكن أن تمر مثلها ومثل النسمة، وينبغي على الجميع في هذا الشهر أن يقللوا من التضجر، الذي يقل فيه التسامح والعفو؛ لأن أصله شهر تسامح وغفران.
في هذا الشهر، يأكل الإنسان بعيونه، فكلما شاهد نوعاً من الطعام أراد أن يأخذه، ولكن حينما تأتي لحظة الأكل لا يستطيع المرء أن يأكل كل ما اشتراه في هذا الشهر.. هناك عادة قل أن تجدها في أي دولة من دول العالم، وهي الإفطار الجماعي في الساحات والميادين وأمام المنازل، وهي عادة تم توارثها جيلاً عن جيل، ولكن ربما الظروف الاقتصادية قد قللت منها في بعض المناطق؛ بحجة أن الطعام المتوفر للشخص لا يتناسب أن يقدمه مع آخرين يقدمون أجود أنواع الأكل، فيصاب الإنسان بضعف مائدته، ولذلك يلجأ للأكل بمفرده، ولكن إذا نظر الإنسان إلى المرء لأحس بأنها مشاركة لا تخضع للتشابه في الأكل.. نسأل الله أن يتقبل منّا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقائه، وكل عام والأمة الإسلامية بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية