"مبارك" المبارك يريد أن يلعب بالبيضة والحجر
السيد “مبارك الفاضل” سياسي مطبوع وهو أشبه بالسمكة إذا خرجت من الماء ستموت، لذلك يحاول أن يعيش في السياسة بتناقضاتها المختلفة حكومة معارضة، معارضة حكومة.. المهم يكون دائماً على السطح ولا يغوص داخل الماء.
فالسيد “مبارك الفاضل” كان المرشح الأول لخلافة الإمام “الصادق المهدي” وبيت “الهدي” في رئاسة حزب الأمة، لكنه لا يريد أن يضع رِجلاً ثم الأخرى ليمشي، هو يريد أن يضع رجليه الاثنين مرة واحدة، لكن تلك الخطوات أفقدته الكثير من أن يكون الأقرب إلى الحزب، فـ”مبارك” منذ أن شق الحزب وجعل له حزباً باسم الأمة الإصلاح والتجديد، منذ ذلك الوقت بدأ يفقد أراضيه داخل الحزب، وهذا ما شجع الإمام “الصادق المهدي” أن يقرب أبناءه ليكونوا البديل الشرعي في وراثة حزب الأمة، فالآن اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية لم يدخل الحكومة اعتباطاً، ومهما نفى الإمام “الصادق” ذلك فنفيه هو إثبات، فالإمام “الصادق المهدي” يريد أن يدرب ابنه على طريقة الحكم، المداخل والمخارج، حتى يغلق الباب تماماً أمام “مبارك”، ونحن نعلم أن الأنصار لن يقبلوا برئاسة امرأة وإلا ستكون المنصورة الدكتورة “مريم الصادق” هي الوريث الشرعي لحزب الأمة لما قامت به من دور مقدر خلال الفترة الماضية، منذ جيش الأمة ومشاركتها في أدغال الحبشة، ومناهضتها لنظام الإنقاذ ودخولها السجون، وجرأتها في قيادة العمل المعارض، لكن كل ذلك العمل لن يشفع لها لتتبوأ مقعداً جلس عليه الرجال، الإمام “الصادق” والإمام “الصادق” وكل القيادات التي كان لها اسم في سماء حزب الأمة.
السيد “مبارك الفاضل” الآن يريد أن يعود إلى الحزب عبر بوابته الواسعة، حزب الأمة القومي، وليس حزب الأمة الإصلاح والتجديد، الذي اختاره اسماً له، فمن حق حزب الأمة القومي ومن حق أمينه العام “سارة نقد الله” أن تصدر بياناً تتبرأ فيه من “مبارك الفاضل” وجلوسه مع مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم محمود حامد” ومناقشة العديد من القضايا الوطنية، الذي ينبغي أن يكون باسم الأمة الإصلاح والتجديد وليس الأمة القومي، فسيد “مبارك” إن أراد المشاركة في الحكومة فمن قبل سعى إليها ونال ما أراد، لكن يجب أن يراجع نفسه الآن، الإيجابيات والسلبيات، والمؤتمر الوطني لا أظنه سيرفضه كقيادي سابق في صفوف حزب الأمة القومي، وكان قيادياً شرساً تعرفه الإنقاذ تماماً منذ أن كان في الديمقراطية الثالثة وخروجه إلى ليبيا وعودته إبان الحكم المايوي مع المجموعة التي قيل إنها مرتزقة عندما غزت الخرطوم، فالسيد “مبارك” أكرم له أن يتحدث باسم حزبه وأن يجعل منه قوة ضاربة في مواجهة حزب الأمة القومي، لكن إن أراد أن يلعب بالبيضة والحجر فسيفقد الاثنين.