وبدأ مسلسل انقطاع الكهرباء!!
بدأ مسلسل انقطاع التيار الكهربائي قبل أن يدخل علينا الشهر الفضيل (رمضان) المعظم، فالانقطاع بدأ دون سابق إنذار أو إعلان من (الهيئة القومية للكهرباء)، فالإنسان قبل أن يستيقظ من نومه يجد التيار الكهربائي قد انسحب ولا يعود إلا بعد اثنتي عشرة ساعة تقريباً، فإذا قطع عند (السادسة) صباحاً لا يعود إلا عند (السادسة) مساءً عكس ما كان في الماضي، فالهيئة تعلن عن برمجة واضحة للقطوعات وتعود المرء عليها، ولكن لا تتجاوز القطوعات الثالثة عصراً، وإذا نظر الإنسان إلى ساعته عند الثالثة يجد التيار الكهربائي قد عاد في نفس الزمن بدون نقيصة أو زيادة، ولكن الآن تقطع وتأتي على (كيفها) دون توضيح الأسباب والدوافع التي جعلت الانقطاع يحل علينا دون سابق إنذار.
في الماضي كانت ثقافة السكن في الشقق ما موجودة نظراً لعدم توفر الكهرباء، بل كثير من المغتربين كانوا يقضون إجازاتهم خارج السودان، إما في “ماليزيا” أو “القاهرة” أو “لندن” أو أية دولة يكون التيار الكهربائي فيها مستقراً، ولكن بعد استخراج البترول أصبحت الحياة في السودان تختلف عن الماضي، وبدأ المغتربون يبنون الشقق ويقضون فيها إجازاتهم بدلاً عن تلك الدول بسبب توفر الكهرباء واستقرارها. الآن بعد عدة سنوات من الاستقرار عادت الهيئة إلى الماضي وعاد انقطاع الكهرباء وباستمرار.
عندما يحل فصل الشتاء كانت الهيئة تعمل على سحب التيار الكهربائي بغرض الصيانة، الآن نحن في فصل الصيف ولا سبب يؤدي إلى هذا الانقطاع إذا كانت الهيئة فعلاً قامت بعمليات الصيانة في فصل الشتاء، وإلا تكون هناك مشكلة أخرى لا تريد الهيئة أن توضحها للمشتركين، ولكن من الأفضل للهيئة أن توضح الأسباب على الأقل يكون المواطن مطمئناً ومكيفاً نفسه على هذه البرمجة التي اقتضتها الضرورة أو الظروف بسبب شح المياه أو عدم توفر الاسبيرات أو أي سبب تتعلل به الهيئة، على الأقل يكون المواطن مقتنعاً أو غير مصدق ما تقوله الهيئة، وفي النهاية يستطيع أن يكيف نفسه مع الحالة الجديدة وهي البرمجة المعلنة أو غير المعلنة لانقطاع التيار الكهربائي من الساعة كذا إلى الساعة كذا، أو أن يشتري له أزيار في فترة الإنقطاع الكهربائي وألا يشتري (لحمة أو فراخ أو لبن) في يوم انقطاع التيار، وأن يفصل أجهزته الكهربائية في الزمن الذي تقطع فيه حتى لا تتضرر تلك الأجهزة بالانقطاع والعودة في زمن غير معروف…. اللهم ألطف بعبادك يا الله.