النشوف اخرتا
في داعي؟!
سعد الدين ابراهيم
كل واحد شغال بي مزاجو سائق حافلة الركاب يخترع خط مواصلات من رأسه ويجبر الركاب على الاعتراف به وذلك ليتقاضى أجره (دبٌل).. لا أحد يسأله.. في المساء كل سائق يخترع تسعيرة فبدل جنيهين ثلاثة وبدل ثلاثة خمسة وكان
عجبك عجبك.. ما عجبك أضرب رأسك بالحيطة.
في الكبري الذي أمارس فيه رياضة المشي، ورغم أنني سمعت أن الذي يلتفت يميناً ويساراً حين يكون الشارع مساراً واحداً يعتبر متشائماً، لكن إن لم تفعل ذلك ستكون ميتاً أو مكسراً، فقد درج أصحاب الركشات والعربات والمواتر على السير في الاتجاه المعاكس، بحجة أنه لا توجد ممرات إلا بعد مسافات طويلة لذلك يسيرون في الاتجاه خطأ وبسرعة عادية فتتفاجأ بعربة أمامك في طريق اتجاهه واحد.
كل بائع يبيع بتسعيرة براهو مش في حرية اقتصاديه، مثلاً قد تجد دستة البرتقال ذات نفس الصنف هنا بخمسطاشر وهنا بعشرين وهناك بخمسة وعشرين.. وقد تصل إلى الثلاثين جنيهاً.. سواق عجلة يطقشك وما يقول معليش.. أمكن يقول ليك ما تفتح عيونك.. أو ما تعاين كويس.. العندو ذوق بقول ليك: أنا شايفك ياخ!
في الباص في الحافلة في المكتب في الشارع يتكلم الواحد في الموبايل بصوت
عالِ لتسمع خصوصيات لا تهمك ويجبرك على الإنصات لكلام فارغ وكلما تصهين يعلي صوتو.
الواحد أو الواحدة تحرج زول مسكين زي واحد عمك لابس بنطلون وقميص وراكب في الحافلة.. والحزام ما مكرب.. البنطلون نزل حتة والقميص اترفع حتة هو منظر بايخ لكن هو ما جايب خبر جا ينزل امرأة لئيمة تحرجه قائلة: يا حاج إنت كبير كدا وداقي (سستم) ينزل يهمس بالشباك.. والله ناصل يا حاجة.. في داعي لي جنس ده؟!..
تركب مع بتاع أمجاد لأنك داير تصل بسرعة.. كل شوية يقيف ويدي العربية دفرة.. تقول ليهو في شنو يقول ليك الكلتش انقطع.. تقول ليهو وأنا ذنبي شنو؟ يقول ليك ما تصبر يا حاج تقوم تصبر وإنت أصلاً صابر وساكن في صابرين.
أما الفوضى السياسية فحدث ولا حرج أو حدث بي حرج.. ما في زول مقتنع
بالتاني.. والقيادات السياسية أصبحوا اتنين واحد عيان في “لندن” والتاني
حردان في “القاهرة”.. أما الجداد ديل بتعلموا فينا السياسة.. وبقولوا ليك إسقاط النظام والنظام ما بسقط بتسقط الفوضى.
والدكاترة يكشفوا القلب يلقوهو زايد ضرب يقوموا يقولوا ليك الزايدة دايرة تنفجر يعملوا ليك عملية (زايدة) يلقوها (ناقصة) ينسوا ليك شاش ولا مشرط ولا ممرضة قصيرة في بطنك.. تحتج يقولوا ليك الأخطاء الطبية دي عادية.. مع انو ده ما خطأ طبي.. دي جريمة قتل عديل.. يعني إذا داير ترتاح في البلد دي.. ما تأكل ما تشرب.. ما تتعالج.. ما تتعلم تقعد كده لغاية ما يجيبوك خبر في الجرايد نهايته: إثر علة لم تمهله طويلاً!