دارفور حسمت أمر ولاياتها!!
حسم أهل دارفور خيارهم عبر صندوق الاقتراع في الاستفتاء الإداري واختاروا الولايات الخمس بنسبة تجاوزت الـ(97%)، وهي نسبة عالية جداً بكل المقاييس مما يدل أن أبناء دارفور يريدون أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم وفقاً لمقولتهم “سلطة للساق ولا مال للخناق”، فالكل يرغب في الحكم وفي السلطة ولذلك كانوا مع خيار الولايات وليس الإقليم الواحد. الأمر بالنسبة للنتيجة كان محسوماً قبل الاقتراع أو بعده، فالجميع يعلم أن الكل راغب في التعدد وليس الإقليم، ولذلك إعلان النتيجة جاء حسب التوقعات، فجل الولاة الشرتاي “جعفر عبد الحكم” و”خليل عبد الله” و”عبد الواحد يوسف” و”آدم الفكي” ما عدا “أنس” والي ولاية شرق دارفور، لم يكن حاضراً المؤتمر الصحفي وحضر أعضاء المفوضية للاستفتاء والمفوضية القومية للانتخابات الذين شاركوا وساعدوا في العملية.
فمن خلال السرد الذي قدمه “عمر علي جماع” رئيس مفوضية استفتاء دارفور، يؤكد أن الخيار كان للولايات وجاءت النسبة عالية، إذ بلغت (97,72%)، وأن نسبة الاستفتاء في كل الولايات جاءت أيضاً عالية ونسب متفاوتة، حيث جاءت مشاركة أبناء جنوب دارفور والبالغ عدد المشاركين (86,587)، فكانت نسبة الاقتراع (85,20%)، وجاء عدد المشاركين في الاستفتاء من أبناء شمال دارفور والبالغ عددهم مليون واثنين وثلاثين ألفاً وخمسمائة اثنين وتسعين مواطناً بنسبة بلغت (95,95%)، أما وسط دارفور فعدد المشاركين (302355) من بين (316164) بنسبة بلغت (95,73%)، أما غرب دارفور فكان عدد المشاركين (359816) بنسبة بلغت (89,81%)، أما ولاية شرق دارفور والبالغ عدد المشاركين في الاستفتاء (774707) وجاءت النسبة (89,44%)، وبهذه النتيجة يكون أبناء دارفور قد حسموا أمرهم في أخبار الولايات دون الإقليم الواحد، وكانت ولاية شمال دارفور قد تصدرت النسبة (95,95%).
لقد أرادت الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا أن تكون دارفور مثلها ومثل الجنوب الذي سعت لفصله وكان لها ما أرادت، ولكن ما يميز أبناء دارفور أنهم قد فطنوا لهذه المؤامرة، بل إن أبناء دارفور جميعاً يعتبرون مميزين في كل شيء وليس هناك اختلافاً كما الجنوب، سواء في العادات أو التقاليد، فقد امتزجوا مع أبناء الوسط وانتشروا في كل أرجاء الوطن مساهمين في الحياة أطباء ومهندسين وضباط في القوات النظامية المختلفة، ولذلك الانفصال لم يكن وارداً أصلاً في أي مرحلة من المراحل، فعملية التزاوج عالية في الوسط أو المناطق المختلفة ولكن ربما يكون هناك سؤال.. هل هذا الاستفتاء سيؤدي إلى انحسار نشاط الحركات المسلحة، وهل سيساعد في عملية البناء والاستقرار والتنمية، وهل سيعود أبناء دارفور المنتشرون في بعض الدول المجاورة إلى ولاياتهم مساهمين في عملية البناء والاستقرار.. أم أن عملية الحرب ستندلع من جديد خاصة للذين لم يرغبوا أو يشاركوا في الاستفتاء.