ولنا رأي

قناة النيل الأزرق إلى أين؟!

لم يصمد أي عمل ناجح طويلاً والمشكلة في السودان أن هناك أعداء للنجاح وما من عمل ناجح إلا وقد انهار فجأة بتلك التدخلات العجيبة من أولئك البشر، ففي وقت سابق لم يكن أهل السودان يعلمون أن هناك رجلاً اسمه “صلاح إدريس” وهبه المولى عز وجل مالاً وفيراً، ولم يكن “صلاح إدريس” من الأسماء المعروفة في السودان والتي بنت نفسها بنفسها أمثال “النفيدي” و”أبو العلا” والشيخ “محمد علي فضل” وآل “كمبال”، وغير ذلك من الأسماء التي لمعت في سماء المجد والتجار في السودان. وظل أولئك بعصاميتهم يقتحمون كل المجالات، أولاد البرير والسلمابي وحاج الصافي. ولكن يبدو أن الأستاذ “صلاح إدريس” أو رجل الأعمال حينما جاء إلى السودان وبدأ في شراء العديد من المشاريع لم يجد من يحسن إدارة تلك المشاريع، (بيطار) و(ساريا) وغيرها من المؤسسات الراسخة. كان الأستاذ قد أتى بأشخاص لإدارة أعماله ولكن كل تلك المؤسسات فشلت فشلاً ذريعاً وكأنما أصابتها اللعنة. ونسب هذا الفشل للأستاذ “صلاح إدريس” وغير أعمال “صلاح إدريس” هناك المؤسسات الصحفية فما من صحيفة سودانية صدرت إلا وكانت في مقدمة الصحف توزيعاً وانتشاراً، ولكن تلك المؤسسات لم تصمد طويلاً فأصابها الفشل والبوار لا ندري ما سر تلك اللعنة؟! ولا ندري هل الفشل منسوب لأصحابها المتطلعين إلى أعمال أخرى فأهملوا المشروع الأول مما تسبب في انهياره.. وإذا نظرنا إلى الأساتذة “محمد أحمد كرار” كانت له عدة مطبوعات صحفية (الشارع السياسي)، (قلب الشارع) و(نبض الكاريكاتير). وكان الأول ويوزع آلاف الصحف ولكن أين الآن “محمد أحمد كرار” وأين صحفه. أما الأستاذ “أحمد البلال” فكانت (أخبار اليوم) الصحيفة الأولى في السودان توزيعاً وانتشاراً، ولكن يبدو أن الأستاذ “أحمد” انشغل بأعمال أخرى تدر عليه دخلاً أفضل من الصحيفة، فتراجع مطبوعها ولم تكن من الصحف الأولى.
الآن معظم الشعب السوداني بالداخل أو الخارج كان يتابع قناة النيل الأزرق الفضائية السودانية الأولى، من حيث المشاهدة وبرامجها الخفيفة التي تدخل البهجة والمسرة في النفس بعيداً عن السياسة وضغوطها.
الآن قناة النيل الأزرق وبعد أن اشترى المستثمر الكردي (54%) من نصيبها ومغادرة “صالح الكامل” لها، بدأت القناة في التراجع، وسمعنا أن هناك مشروع فضائية أخرى يتولى إدارتها الزميل “الطاهر حسن التوم”، فالنيل الأزرق بدأت التراجع في برامجها وفي استقطابها للمشاهدين فهل اللعنة أصابتها أيضاً مثل المشاريع التي فشلت، بعد أن كانت ناجحة. سمعنا أن المذيعة المتألقة “رشا الرشيد” قد غادرت القناة والدينمو المحرك وصاحب النجاح “الشفيع” غادر مع بداية المشتري الجديد، لماذا تستغنى مثل النيل الأزرق عن مذيعة متألقة، لماذا لم تزد رابتها لتبقى ضمن الكادر الموجود. مشكلتنا أننا من الممكن أن نستغنى عن العمالة الناجحة بكل بساطة ويقولون ما بجي غيره وهذه مصيبة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية