ولنا رأي

أيام في "أديس" (3)

تشهد أثيوبيا نهضة وتطوراً في كل المجالات خاصة البنى التحتية، ورغم الفقر الذي يعيش فيه الإنسان، ولكن عندما تنظر للنهضة الكبيرة لا تحس بما يعانيه هذا المواطن،
فـ”أديس” مدينة هادئة والشارع العام في قمة الانضباط والمواطن في حاله كل يعيش بطريقته.
لفت نظري تولي الشباب تنفيذ المشاريع  الكبيرة، ولا يتجاوز أولئك الثلاثين أو الأربعين من عمرهم، فالمهندس المسؤول عن تنفيذ السد في الأربعينيات من عمره، أما المسؤول عن تنفبذ مشروع  القطار ففى الثلاثينيات من عمره  قد نفذ المشروع خلال ثلاث سنوات، والآن القطار يعمل بكفاءة عالية وشارك المواطن في تحديد الألوان التي تميز كل قطار، فاللون الأزرق يتجه لمنطقة محددة، أما اللون الأخضر لجهة أخرى كل العاملين فيه من الشباب، أما مشروع الإسكان الشعبي فهو لا يقل أهمية من المشاريع الأخرى رغم أنه الأهم لاستقرار المواطنين، فقد شهدنا اكتمال العديد من البنايات ذات الطوابق المتعددة لإسكان ما لا يقل عن (145) ألف مواطن في المرحلة الأولى، وتمنح الشقق للمواطنين بأقساط تصل عشرات السنين، وهناك (270) ألف وحدة سكنية أخرى ستوزع للمواطنين بعد اكتمال البنية التحتية لها من كهرباء ومياه ومراكز صحية ومدارس.
عندما شاهدت هذا الإسكان الشعبي
والإسكان الشعبي الذي يقف على رأسه صندوق الإسكان والمناطق التي منح فيها الإسكان الوادي الأخضر والحارة مية وغيرها من المناطق، تمنيت أن يزور الأستاذ غلام الدين مشروع الإسكان الشعبي بـ”أديس”، أما مشروع الترام أو القطار الذي سمعنا به منذ عشرات السنين، لطلبنا أيضاً من الباشمهندس “مكاوي محمد عوض” أن يقف على تجربة القطار الأثيوبي الذي نفذ خلال ثلاث سنوات فقط.
“أديس” تغسل صباحاً ومساء بمطر السماء التي خلقت جواً بديعاً ساهم في طبيعة المواطن المتسامح.
تنهض الدول عندما تشرك الحكومات شعوبها في كل شيء وتوظف الأموال في الأغراض المخصصة لها، وعدم توظيف الأموال في مكانها هو السبب في تراجعنا للوراء كثيراً
وإذا أردنا أن نلحق بركب الأمم ، لا بد من إستراتيجيات واضحة يتم تنفيذ أي مشروع في الزمن المحدد، فدول كثيرة كنا نتقدمها الآن نجد أنفسنا متواضعين أمامها وما زال الوقت موجوداً لنلحق بها، فقط نحتاج للهمة والضمير الحي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية