أيام في "أديس" (2)
يعد سد النهضة حلم الحكومة والشعب الإثيوبي ولن يتنازلا عنه مهما كلفهما الأمر باعتباره المشروع الذي يخرجهم من دائرة الفقر، والفقر عدو الإنسان الأول لذا عملت الحكومة والشعب بهمة عالية. ومن خلال وقوفنا على الأعمال التي تجري فيه ونحن وفد من الإعلام السوداني يمثلون صحفاً ووكالات أنباء وتلفزيونات، بغرض مشاهدة ما يجري فيه بعد الحرب الكلامية التي صاحبت أعماله خاصة من الإعلام المصري.
تجولنا على أعمال السد بجنباتها المختلفة بصحبة المدير التنفيذي للمشروع المهندس “سانجو” وهو من الشباب الإثيوبيين، الذي وقف على تنفيذ عدد من السدود الصغيرة بإثيوبيا منذ العام 1998.
السد الآن بانت ملامحه ولفت نظرنا أن العمالة الإثيوبية تمثل الغالبية العظمى فيه، بينما هناك عمالة أجنبية تقدر بـ(375) مما يؤكد رغبة الحكومة الإثيوبية والشعب في التنفيذ وطنياً.
المهندس “سانجو” قال ليس هناك مستحيل عند الشعب الإثيوبي، والسد سيساعدهم في خروج المواطن من دائرة الفقر. وقد شاهدنا فقراً واضحاً وبائناً في هيئة المواطن وفي عيونهم، ولذلك هم مجتهدون أن يكون لإثيوبيا دور مهم في المنطقة في المرحلة القادمة، من خلال السد أو من المشاريع التي يجري تنفيذها.
إثيوبيا تشهد نهضة كبيرة جداً في كل المجالات فقد أنجزت مشروع القطار الداخلي والعابر إلى الدول المجاورة خلال ثلاث سنوات، والآن المواطن الإثيوبي يتمتع بخدمة مواصلات سهلة ورخيصة إضافة إلى مشروع الإسكان الشعبي، وهو ينفذ بواسطة المهندسين الشباب، وكل الأعمال والمشاريع التي يجري تنفيذها تتم عبر الشباب، فمشروعات الإسكان قد اكتملت بنسبة عالية جداً وستسلم المساكن للمواطنين خلال فترة وجيزة، وهي (145) ألف مسكن تملك للمواطنين بأقساط تمتد لخمسة عشر عاماً. وهي خطة طموحة تقوم بها الحكومة الإثيوبية لإنهاء المساكن القديمة وسط العاصمة “أديس”، ولذلك تم تنفيذ المساكن خارج العاصمة ومن ثم هدم المباني القديمة وتحويلها إلى مبانٍ ثابتة ومتعددة الطوابق. ويقال إن “أديس” خلال العام 2020 ستكون أجمل العواصم الأفريقية وليس هذا ببعيد، طالما هنالك نهضة تنتظم البلد كلها ويشارك فيها الشعب بنفسه.