ولنا رأي

هل يعي أبناء دارفور درس الجنوب؟؟

أبناء دارفور منتشرون في كل ولايات السودان، لذلك حينما قيل إن دارفور مصيرها مصير الجنوب، قال أهل دارفور نحن لا نشبه الجنوب فجلنا في بقاع السودان وعاداتنا وتقاليدنا لا تختلف كثيراً عن أهل الشمال أو الوسط، إضافة إلى أن أبناء دارفور تجدهم في مجال الطب بأعداد كبيرة في المستشفيات وتجدهم في القوات المسلحة وقوات الشرطة وتجدهم صيادلة ومهندسين، وليس هناك ما يدعو أبناء دارفور للانفصال، لكنهم يطالبون بالعدالة في التنمية، وهو مطلب قديم سبق أن طالب به أبناء دارفور عبر الجمعيات الخاصة بهم في ستينيات القرن الماضي، فالاستفتاء الذي سيجري خلال الأيام القادمة لدارفور ما هو إلا استفتاء إداري وليس الهدف منه الانفصال كما حدث بالنسبة لدولة جنوب السودان التي كانت على أحر من الجمر لقيام الاستفتاء، لكن أبناء دارفور الآن وكأن الأمر لا يعنيهم ولم يأخذ الزخم الذي أخذه استفتاء الجنوب.
الدكتور “أمين حسن عمر” رئيس مكتب متابعة سلام دارفور، قال إن اختيار أبناء دارفور للإقليم الواحد يعني تطبيقه على كل ولايات السودان بمعنى أن الخيار الآن بيد أهل دارفور، إما أن يبقوا على الأقاليم الخمسة الموجودة حالياً أو التصويت لتكون دارفور إقليماً واحداً كما كانت في الماضي، لكن لا أعتقد أن أهل دارفور سيصوتون لمطلب الإقليم الواحد لأن الطبيعية البشرية تريد الاستحواذ على أكبر قدر من الأشياء، فما بالك بالسلطة والأرض والمال، فأهل دارفور الذين نعموا بالأقاليم الخمسة وكل أهل منطقة يحكمون أنفسهم بأنفسهم، لا أعتقد أن ردة كهذه ستحدث إن لم يطالبوا بالمزيد من الأقاليم.. فأرض دارفور أرض شاسعة وواسعة، ولا يمكن أن يحكمها شخص واحد نظراً للعادات والتقاليد والثقافة، فإذا كانت دارفور تعيش حالة من الاضطراب الأمني من قبل الحركات المسلحة، وهي موزعة على خمس ولايات، فما بالك إذا كانت إقليماً واحداً فهل تستطيع حكومة واحدة أن تحكم الكل؟ وهل حكومة واحدة تستطيع أن تمنع التفلتات الأمنية؟ وهل تستطيع أن توقف الطامعين في المال والثروة والحكم؟ بالتأكيد لا، لذلك فإن الخيار هو تعدد الأقاليم إن لم تتدخل جهات أمنية تستغل البعض من أجل تنفيذ أجندتها ومراميها ومطامعها في الإقليم الغني بالبترول والنحاس، والكثير من المعادن، فالغرب وأمريكا يريدون أن يستغلوا أبناء دارفور لمصالحهم الشخصية وهو أن يظل الإقليم في حالة اضطراب وعدم هدوء، لكن هل يعي أولئك ما ترمي إليه أمريكا وأوروبا؟ هل يعلمون أن تلك الجهات تحاول أن تستغلهم لمصالحها الشخصية مقابل حفنة من الدولارات؟ لذا على أبناء دارفور أن يفوتوا الفرصة على أولئك الطامعين في ثروتهم وأن يقفوا صفاً واحداً من أجل مصلحة الوطن أولاً ودارفور ثانياً، وإلا فعاجلاً أو آجلاً ستضغط تلك القوى ليكون مصير دارفور كمصير الجنوب، فهل يعي أبناء دارفور الدرس؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية